فاطمة الزهراء - لا تختلف آراء من أنهوا مسيرتهم الجامعية والتحقوا بسوق العمل حول بُعد تخصصاتهم في المناهج الدراسية عن واقع وطبيعة العمل في ذات المجال، فالكثير من هؤلاء يمتعظون من "الجانب النظري" وقضاء سنوات طِوال في دراسة ما كُتب وما "قد عفا عليه الزمن" في كثير من الأحيان ولا يلامس بشكل مباشر ما يحتاجه سوق العمل، وما تتطلبه الوظائف اليوم.
تبتعد التخصصات الجامعية في كثير من المجالات عن ميدان العمل فيها، ويصطدم من يتخرج حديثًا بمحدودية خبرته أو انعدامها لمواكبة المهارات اللازمة لسوق العمل، فيحتاج بضع سنوات أخرى ليستطيع بقدراته وتجاربه الالتحاق بفرصة عمل يستطيع الإنجاز فيها والتقدم، وهذا يوجه الأنظار في جميع الأحوال إلى أهمية تأهيل الشباب لسوق العمل والتركيز على تطوير مهاراتهم العملية.
تقول منال سعيد أنها تخرجت منذ عدّة سنوات ولم تلتحق بأي فرصة عمل رغم تقدمها لعدد من الوظائف، وذلك لقلة خبرتها العملية في المجال وقلة فرص التدريب التي حصلت عليها خلال الجامعة "كون المناهج والخطط الدراسية تركز في المقام الأول على الجانب النظري حتى في كثير من التخصصات العملية مثل تخصصنا الكيمياء، وهذا مؤسف أننا ندرس شيئًا ثم نجد شيئًا آخر لا تحاكيه مناهجنا بعد التخرج".
من جانبه قال عمر عبد الرحيم، أنه بعد تخرجه اضطر للتدرب لفترات طويلة في شركات مختلفة لتطوير مهاراته في إدارة الأعمال واكتساب الخبرة اللازمة التي تساعده على إيجاد فرصة عمل، وذلك "بعد أربع سنوات نقضيها داخل جدران الجامعة نتنقل بين مواد نظرية بعيدًا عن التطبيق والميدان"
وفي سياق متصل أشار أحمد عماد إلى أن المرحلة الجامعية ليست المكان الأفضل لتهيئة الشباب للحياة العملية، فهي غالبًا ما تهمل الجانب العملي وتركز في المناهج والدروس على النظري الذي لن يُكسب الطلبة المهارات العملية التي تؤهل للوظيفة
وطالب بضرورة وجود قسمة عادلة تعطي الجانب العملي حقه، لتكون الرحلة الجامعية متكاملة بين نظرية وتطبيق، فتخرِّج لنا جيلًا ماهرًا يستطيع مواكبة سوق العمل ووضع بصمة فيه منذ بداية مشواره.
للشباب قدرات كبيرة، تعوّل عليها المجتمعات المتقدمة في نهضتها ورفعتها مقدِمةً لها الدعم والتأهيل والتكوين في مختلف المجالات لتحفيز إبداعهم وزيادة عطائهم، فيسهم ذلك في زيادة خبراتهم في الحيا العملية، وتنمية وعي الشباب وأفكاره، وجعلهم قادرين على التعامل مع كافة الظروف البيئية، إضافة إلى زيادة علاقاتهم الاجتماعية.