الذكاء العاطفي .. كيف يؤثر على حياة المرء؟

mainThumb

30-05-2023 09:58 AM

printIcon

يذكر العديد من العلماء أنَّ الذكاء العاطفي أكثر أهمية من الذكاء المعرفي، ويشيرون إلى أنَّ التجارب قد أثبتت أنَّ من يتحلّى بالذكاء العاطفي قد يصل إلى أعلى المراتب حتى ولو كان ذكاؤه المعرفي ليس عاليًا، بينما لا يستطيع الأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي النجاح في الحياة حتى لو كانوا أذكياء.

تكمن أهمية الذكاء العاطفي في آثاره الظاهرة على حياة الإنسان وسلوكياته وتعامله مع الأشخاص والمواقف وحسن تسييره لها والتجاوب معها، فيسهم الذكاء العاطفي في تحسين الصحة الجسدية وذلك بمقدرة الشخص على رعاية نفسه والتحكم بمعدلات التوتر ما له من تأثيرٍ كبيرٍ على الصحة العامة، كما يحسن الصحة العقلية ويؤثر على منظور الشخص في الحياة، ويساعد على تجنب الاكتئاب وتقلبات المزاج، ناهيك بحل الخلافات التي يكون الذكاء العاطفي الجندي الأول فيها.

الطبيب وليد فتيحي قال بأن الذكاء العاطفي يساهم في أكثر من 80% في نجاح المرء أو فشله في الحياة، ويمكن تعريف هذا الذكاء في قدرة الشخص على معرفة وفهم مشاعره الخاصة، ويكون ذلك بمعرفة ومراقبة مشاعره النفسية أثناء حدوثها وإدراكه أسباب فهمها في سكونها وتقلباتها، والأشخاص الأكثر تفهمًا بما يشعرون وأكثر تيقنًا بصحة فهمهم هم أكثر قدرة على إدارة دفة حياتهم وأكثر ثقة في قراراتهم الخاصة.
وأضاف أن المقدرة والسيطرة على المشاعر النفسية من الأمور التي تساهم في النهوض بعد السقوط والتغلب على المحبطات، كما أن إدراك وفهم العواطف الإنسانية ومشاعر الآخرين من أهم الأمور التي تعزز الذكاء العاطفي، فالأشخاص القادرون على ملاحظة المشاعر المتقلبة للآخرين والشعور من حولهم وفهم احتياجاتهم النفسية، من الأشخاص الذين يتميزون بذكاء عاطفي عالٍ.
وذكر أن الخطير في الأمر أن كثيرًا من الآباء والأمهات لا يدركون أن الذكاء العاطفي يتكون في السنوات الأولى من حياة الطفل، وما فُقد منه يصعب استدراكه.

تشير الدراسات العلمية إلى أن مجموعة التفاعلات والمشاعر التي يعايشها الطفل في سنواته الأولى تؤسس وتؤصل لديه مجموعة دروس عاطفية، تبقى مدى الحياة كمرجعية ثابتة راسخة للتعامل مع محيطه وللجماعات من حوله، وعندما تستثار العواطف يكون أول تصرف يقوم به الشخص هو انعكاس لهذه العواطف الدفينة التي تذهل الشخص نفسه بعد حدوثها.