فاطمة الزهراء - كثيرًا ما يتابع أبناؤنا على منصات التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب تحديدًا أطفالًا مثلهم يستعرضون حياتهم، ويبثون مقاطع مصورة لمختلف أنشطتهم خلال اليوم، ويظهرون مقتنياتهم أمام الكاميرا ويخاطبون جمهورًا واسعًا ينتظر بفارغ الصبر تلك المقاطع، والأمر في أكثر الأحيان يقوم عليه الوالدان بتصوير المقاطع وتحريرها وإنشاء حسابات على منصات التواصل والترويج للأبناء من خلالها، هذا وإن اطلعنا على ما تنقله هذه الفيديوهات وتستنزف به أوقات أبنائنا ساعات طوال نجدها تدور في فلك التحديات والحياة اليومية والمقاطع التي لا طائل ولا نفع منها.
إلا أن الموضوع تجاوز ذلك فهناك العديد من "قنوات اليوتيوب" التي يبث محتواها أطفال باتت تعرض تحديات ومغامرات لأفعال غير مقبولة وتشكل خطرًا في بعض الأحيان على الأطفال المتابعين في حال تقليدها، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة عند تقليد أحد الاطفال المتابعين لها.
تقول دعاء سمير "أن طفلتيها اعتادتا قضاء معظم نهارهما في متابعة مقاطع اليوتيوب لأطفال عرب وأجانب يعرضون حياتهم منذ استيقاظهم وماذا يفعلون في يومهم، وغالبُ من يقومون بذلك ممن يعيشون في رفاهية ولديهم نشاطات يومية كالتسوق وغيره من الأمور التي باتت تطلبها مني الفتيات ولا أستطيع تلبيتها، كما أنني لا أستطيع منعهن من متابعة أولئك الأطفال وما يحببنه"
وفي سياق متصل قالت بيان عامر "إنها لا تعرف ما المغزى من عمل قنوات للأطفال ونشر تحديات وحياة يومية على اليوتيوب وغيره من المنصات، وهذا المحتوى غير مفيد بل وضار في بعض العادات والأطفال الذين يقومون بذلك ويتعلم منهم المتابعون هذه الأفعال، وهذا أمر خطير".
واستغربت من رضى الآباء والأمهات بمثل هذا الاستعراض لأطفالهم والكثير منهم تصل قنواتهم للآلاف والملايين ويحققون أرباحًا بسبب ذلك.
وفي سياق متصل اشتكت منال عبد الرحيم من "لعنة اليوتيوب" كما تسميها ومن اندماج طفلها بشكل كبير مع ما يقدمه أطفال آخرون على قنواتهم، التي قد تؤدي بهم لتقليد بعض الأفعال التي تضر بهم، "وهذا ضياع للأطفال، بدل تعليمهم وإكسابهم مهارات منذ الصغر، شخصيًا أحاول تخفيف الساعات التي يقضيها طفلي أمام اليوتيوب، وأحاول استثمارها في قضاء وقت أكبر معه وتعليمه ما يفيد وينفع بدلًا من هذه الأفعال"
يذكر أن للأطفال حقوقاً محددة باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، أهمها احترام خصوصيتهم وكرامتهم، والآباء الذين يصورون أطفالهم ويشاركون الصور ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت دون موافقة الطفل لا ينتهكون الخصوصية فقط، بل الحقوق الشخصية للطفل كذلك، وهذا أمر صعب حتى مع موافقة الطفل، حيث لا يستطيع الأطفال والشباب حتى الآن تقدير حجم الآثار المترتبة على ذلك الفعل.