كتبت صناعة الدواء الأردنية قصة نجاح باهرة، خلال ستة عقود ماضية من الزمن، ووضعت لها قدما بين الصناع والمنتجين، فعبرت العالمية بكل ثقة، وباتت منافسا قويا بأسواق تصديرية رئيسية.
حال صناعة الدواء الأردنية التي قامت في البلاد على يد ثلة من الصيادلة وأصحاب الأعمال، نمت وتطورت مستفيدة من بيئة حاضنة للنشاط الاقتصادي وفرتها القيادة الهاشمية، لإيمانها بحتمية الاعتماد على الذات وتوفير كل الممكنات لإعلاء قيم الإنتاج والنماء.
ويعد إنتاج الدواء الأردني من أقدم الصناعات العربية، حيث تأسس أول مصنع بمدينة السلط عام 1962، ليكون منتجا وطنيا بامتياز عابرا للحدود، ووسم بشهادات جودة أساسها ثقة الأسواق التصديرية، وأصبح اليوم يطوف في 85 دولة حول العالم.
وتمتاز صناعة الدواء الأردنية باعتمادها في عمليات الإنتاج والتصنيع على سواعد أردنية بمختلف المستويات الإدارية والفنية، حيث يشكلون ما يزيد على 98 بالمئة من إجمالي العاملين بالقطاع البالغ عددهم 10 آلاف عامل وعاملة، تشكل الإناث 35 بالمئة منهم.
ووسمت صناعة الدواء الأردنية بشهادات جودة أساسها ثقة الأسواق التصديرية بمنتجاتها ونمو مبيعاتها، حيث تصدر المملكة 80 بالمئة من إنتاجها الدوائي، ما جعل من الأردن البلد الوحيد في المنطقة الذي يصدر أكثر مما يستورد لجهة الأدوية.
وتستند صناعة الدواء الأردنية على نقاط قوة ذاتية وتستطيع التغلب على العقبات والتحديات والصمود أمام المتغيرات وتحقق النجاح، لاعتمادها على خبرة عقود طويلة بمجال البحث والتطوير والتأهيل والإدارة، ورأسمال وطني خالص.
وتنتشر صناعة الدواء الأردني بأسواق غير تقليدية مثل أوروبا وأميركا وإفريقيا ودول في شرق آسيا وأميركا اللاتينية، وتتمتع بسمعة كبيرة ومنتجاتها ذات مستوى عال ومنافس للكثير من الصناعات الأجنبية.
وقال ممثل قطاع الصناعات العلاجية واللوازم الطبية في غرفة صناعة الأردن الدكتور فادي الأطرش، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) "إن مناسبة الاستقلال العزيزة على قلوب الأردنيين تذكرنا دائما بما حققه الوطن من إنجازات كبيرة نفخر بها، بمقدمتها صناعة الدواء المشهود لها بالتميز والكفاءة العالية، جراء تطبيقها لأفضل الممارسات والمواصفات والمقاييس الدولية".
وأضاف "لقد انطلق تأسيس أول مصنع أردني للأدوية بمدينة السلط بالستينيات من القرن الماضي على يد ثلة من الصيادلة وأصحاب الأعمال، باسم الشركة العربية لصناعة الأدوية، التي تعتبر النواة الأولى لصناعة الدواء الأردنية والعربية".
وتابع "اليوم و بعد مرور عقود عدة على تأسيس أول منشأة صناعية دوائية بالمملكة، نفخر أن يكون الأردن مركزا معروفا ورائدا بصناعة الأدوية على مستوى المنطقة"، مؤكدا أن الدواء الأردني يتمتع بسمعة طيبة وممتازة جعلته ينافس ويتفوق من خلال 23 مصنعا يصدرون المنتجات والمستحضرات الصيدلانية والدوائية لأسواق عالمية كثيرة.
وأكد الأطرش، أن قطاع صناعة الأدوية يتمتع بدعم ورعاية واهتمام مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث تم شموله برؤية التحديث الاقتصادي لأهميته وأثره الإيجابي بالاقتصاد الوطني، بالإضافة لاحتلاله مكانة مرموقة ورائدة على مستوى المنطقة.
وقال "نشهد اليوم نموا واستثمارات جيدة بقطاع صناعة الدواء، تتمثل بتدشين مصانع أدوية حديثة وخطوط إنتاج متطورة وتصنيع زمر علاجية مبتكرة وجديدة ودخول أسواق تصديرية عالمية، غير تقليدية.
ولفت إلى أن القطاع يضم 151 منشأة، برأس مال مسجل يصل لنحو 341 مليون دينار، فيما يبلغ عدد المصانع الأردنية خارج المملكة 15 مصنعا، تتواجد في السعودية والجزائر ومصر والمغرب والسودان.
وبين أن ميزات صناعة الدواء الأردنية، جعلت رؤية التحديث الاقتصادي تسعى للارتقاء بصادرات القطاع لتصل إلى 2.1 مليار دينار بحلول 2033، من خلال إيجاد صناعات دوائية نوعية وصناعات صيدلانية دوائية وإنشاء مركز للبحث والتطوير الدوائي، واستقطاب استثمارات بما يقارب 1.1 مليار دينار.
ووصف الأطرش، صناعة الدواء الأردنية بالصناعة الاستراتيجية، كونها تسهم في تحقيق الأمن الوطني في جميع الظروف وأثبتت قوتها وسلامتها خلال جائحة فيروس كورونا، بالإضافة لإسهامها في دعم قطاع السياحة العلاجية والترويج له.
بترا