الملك : لا تزال القضية الفلسطينية محور اهتمامنا
الملك: لا يمكن للسلام والأمن أن يتحققا مع استمرار بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي وتدمير الفرص المتبقية لتحقيق حل الدولتين
الملك: إن استقرار العراق استقرار لمنطقتنا وأمنه جزء من أمننا القومي
الملك : لا مجال للتباطؤ في انتهاز الفرص أمامنا، تحقيقا لمصالح بلداننا وشعوبنا
الملك: منظومة العمل العربي المشترك، بحاجة دوما إلى التطوير والتجديد
رحب جلالة الملك عبدالله الثاني بعودة سوريا إلى الجامعة العربية معتبرها خطوة مهمة "نأمل أن تسهم في جهود إنهاء الأزمة".
وقال جلالته خلال كلمته في القمة العربية الـ 32 في جدة "لقد حذرنا مرارا من استمرار الأزمة السورية دون حل، فقد دفع الشعب السوري الشقيق ثمنها غاليا، وانعكست آثارها علينا جميعا".
وأكد جلالته على أهمية تعزيز المسار السياسي الذي انطلق من اجتماع عمّان، وبنى على المبادرة الأردنية والجهود السعودية والعربية لإنهاء الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية، لكي يعود اللاجئون إلى وطنهم.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال جلالته "لا تزال القضية الفلسطينية محور اهتمامنا، ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا لتحقيق السلام العادل والشامل، والذي لن يتحقق إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين".
وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك التي ألقاها في القمة العربية:
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين،
أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أتوجه في البداية، بعميق الشكر والتقدير، لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على استضافة هذه القمة، وعلى حرص المملكة العربية السعودية الشقيقة على تعميق التعاون العربي.
كما أشكر الأشقاء في الجزائر على استضافة القمة السابقة.
إخواني القادة،
الحضور الكرام،
إن منظومة العمل العربي المشترك، بحاجة دوما إلى التطوير والتجديد، وهنا يأتي دور جامعة الدول العربية في العمل على تعظيم التعاون وخاصة الاقتصادي بين دولنا، لمواجهة تحديات الأزمات الدولية.
وأشير هنا إلى آلية التعاون الثلاثي بين الأردن والأشقاء في مصر والعراق، والشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، والتي تضم الأردن والإمارات ومصر والبحرين، بالإضافة إلى مشاريع التعاون المستمرة مع الأشقاء في دول الخليج، كأمثلة لما يمكن تحقيقه بشكل أوسع.
إخواني القادة،
الحضور الكرام،
لا تزال القضية الفلسطينية محور اهتمامنا، ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا لتحقيق السلام العادل والشامل، والذي لن يتحقق إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقه في الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.
لا يمكن للسلام والأمن أن يتحققا مع استمرار بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي، وهدم البيوت، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتدمير الفرص المتبقية لتحقيق حل الدولتين، الذي يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، فالبديل عن ذلك سيضع المنطقة بأكملها على طريق الصراع المستمر.
وليس هناك أهم بالنسبة لنا من احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، المدينة المقدسة التي نكرس كل إمكاناتنا من أجل حمايتها والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
إخواني القادة،
الحضور الكرام،
لقد حذرنا مرارا من استمرار الأزمة السورية دون حل، فقد دفع الشعب السوري الشقيق ثمنها غاليا، وانعكست آثارها علينا جميعا، ونرحب اليوم بعودة سوريا إلى الجامعة العربية كخطوة مهمة نأمل أن تسهم في جهود إنهاء الأزمة.
ونؤكد هنا على أهمية تعزيز المسار السياسي الذي انطلق من اجتماع عمّان، وبنى على المبادرة الأردنية والجهود السعودية والعربية لإنهاء الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية، لكي يعود اللاجئون إلى وطنهم.
إخواني القادة،
الحضور الكرام،
إن استقرار العراق استقرار لمنطقتنا وأمنه جزء من أمننا القومي، وإننا في هذا الصدد، ندعم الخطوات التي تقوم بها الحكومة العراقية، بما يعيد للعراق دوره ومكانته ضمن محيطه العربي، ويعزز استقراره وازدهاره وسيادته على أراضيه، ونتطلع للبناء على مؤتمر بغداد الأول ومؤتمر بغداد الثاني، في تعزيز التعاون الإقليمي مع العراق.
الإخوة القادة،
الحضور الكرام،
لا مجال للتباطؤ في انتهاز الفرص أمامنا، تحقيقا لمصالح بلداننا وشعوبنا، لذا، فلا بد من تكثيف اللقاءات العربية الدورية، وعلى أعلى المستويات، لتحقيق التكامل الاقتصادي في منطقتنا وتوحيد جهودنا السياسية والأمنية.
وفي الختام، أجدد شكري لأخي خادم الحرمين الشريفين، ولحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة ولشعبها العزيز، على استضافة هذه القمة، داعيا الله عز وجل أن يلهمنا النجاح والتوفيق، لما فيه الخير لأوطاننا وشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.