اعتبرت وكالة فرانس برس، في تقرير لها عن الانتخابات التركية، أن فرصة زعيم المعارضة كمال كيلجدار أوغلو في الفوز على الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان خلال جولة الإعادة في 28 مايو الجاري تبدو بعيدة المنال.
وذكرت الوكالة – في التقرير – أنه كان يُنتظر أن يؤدي أوغلو أداءً جيدًا في الجولة الأولى الأحد، لكن ما حصل عليه كان أقل بقليل من 45 في المائة بينما جاءت نتيجة أردوغان أقل بقليل من عتبة 50 في المئة المطلوبة للفوز.
أسباب صعوبة مهمة أوغلو وفق تقرير الوكالة كالتالي :
السبب الأول: النسبة البسيطة التي يحتاجها أردوغان
بحسب تقرير الوكالة، اليوم يحتاج تحالف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب إلى بذل جهود انتخابية تبدو مستحيلة للإطاحة بأردوغان الذي لا يحتاج سوى إلى القليل من الأصوات الإضافية لتمديد حكمه المستمر منذ 2003 حتى عام 2028.
ونقلت فرانس برس عن إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، الثلاثاء، إن "الجولة الثانية ستكون أسهل بالنسبة لنا".
السبب الثاني : الأكراد
تشير الوكالة إلى تركيز زعيم المعارضة على الأكراد، غير أنها سلاح ذو حدين، وتقول إن الحصول على دعم كردي أكبر لأوغلو قد يمثل سيفًا ذا حدين حيث يجعل محاولته للوصول إلى السلطة شبه مستحيلة.
ويقول سونر كاغبتاي المحلل في معهد واشنطن "بشكل عام، التحالف الانتخابي بين أوغلو وحزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد أضر به"، كما رأى بيرك إيسين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سابانجي في إسطنبول، إنه حتى لو حصل أوغلو على دعم أوغان الذي حل ثالثاً في الانتخابات بطريقة ما، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى عزوف الأكراد عن التصويت له.
السبب الثالث: تفكك المعارضة
كما أن تحالف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب واختار أوغلو كمرشح مشترك بعد عام من الجدل المرير، يواجه أيضًا حاليًا تحدي البقاء متحداً بعد خيبة الأمل التي مني بها الأحد.
السبب الرابع: استمالة الناخب
ويقول إمري بيكر من مجموعة أوراسيا الاستشارية إلى أنه "سيكون من الأسهل على أردوغان استمالة الناخبين مما هي الحال بالنسبة لكيلجدار أوغلو. ... ومن المرجح أيضا أن يشارك أنصار الرئيس بأعداد أكبر للتصويت في جولة الإعادة من أنصار أوغلو مع تراجع زخم المعارضة".
السبب الخامس: الطبقة العاملة
ويرجح كورساد إرطغرل من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة أن تواصل حملة إردوغان التركيز على القضايا الأمنية، وهي صيغة رابحة بين الطبقة العاملة "القومية المحافظة" في تركيا على الرغم من التأثير الحاد للأزمة الاقتصادية.
وأضاف أن فكرة بناء "تركيا العظيمة" من خلال مشاريع البنية التحتية والاستفادة من "الحساسيات الأخلاقية لدى الأغلبية المحافظة" كانت أيضًا في صميم رسائل أردوغان.
وقال "يبدو أن هذه الحملة لها صدى لدى قاعدته الاجتماعية".