لا زالت اللاجئة مريم يوسف خليل النجار ، من بلدة يبنا تحتفظ بثوب والدتها المطرز بالتراث الفلسطيني ولا زالت رغم سنوات عمرها ال٨٣ تحتفظ بذاكرتها بكل تفاصيل الحياة في بلدتها الاصلية.
تقول مريم التي تقطن حي تل الهوا بمدينة غزة بعد ان عاشت الشتات لسنوات طويلة انها لازالت تذكر شجرة الجميز التي كانت تجلس تحتها مع ابيها ، تجمع ثمارها وتوزع على باقي الاطفال.
وتؤكد ان يبنا لم تغب عن بالها وان الامل لم ينقطع بالعودة لها ولاولادها واحفادها.
وتضيف وهي شقيقة الشهيد القيادي في حركة فتح ابو يوسف النجار: تهجرنا من يبنا بشهر 5 سنة 1948 الى أسدود ، حيث كانت توجد الجيوش العربية من جميع الدول العربية وبدأت مدافع المورتر يقصفوا على الناس ، و صارت المعارك اللي صارت و طلعوا من يافا و من القرى و من السبع أجوا كل الناس على يبنا .
وقالت ان يوم اجتياح الاحتلال ليبنا كان والدها بيزرع بالأرض كان بيشتّل باذنجان و فلفل ، وبيزرع أحواض ملوخية و بامية و الحَب مضيفة:"، وأختي الكبيرة الله يرحمها و والدتي كانوا بيعملوا غداء ، و كانت الثوار كلهم بيجتمعوا في بيت والدي هو كان كبير العائلة ، كان محمد طه النجار وهو كان قائد كبير و معاه ناس زي أسعد الرنتيسي و علي الرنتيسي و من بيت طافش و من بيت الهمص كان في كتير معاه ومحمد طه هو الشخصية الكبيرة … كانوا كلهم بيجتمعوا في البيارة في بيارة أبوي كانوا مجتمعين و كانوا اليهود على مشارف يبنا و قاعدين بيشوفوا شو بدهم يعملوا" .
واكملت:"و ظل الفدائية في البيارات و في الدار و يعملوا اللي بقدروا عليه ، وفي النهاية طلعنا مشي من يبنا وقعدنا في أسدود شهر زمان و اشتدت الحرب و صاروا ينسحبوا الجيوش من أسدود على المجدل ..رحنا عالمجدل قعدنا في المجدل بخيام تحت شجر الزتون ، مش قادرين نسكن البيوت لأنه كانوا يقصفوا و يدمروا البيوت على الناس . قعدنا في المجدل حوالي شهرين و بعدين من كثر القصف الناس طلعت ، في المجدل قصفوا المكان اللي نحن فيه وأصبت برجلي أنا و الرجل اللي قاعدة جمبه برضو تصاوب ، وقتها ما حسيت بألم كنت صغيرة ولابسة ثوب أبيض صار أحمر لونه قبل ان نمضي نحو غزة".
وتوكد مريم ان يوم في يبنا يساوي سنوات في الشتات.