التمسك بالقيم والمبادئ .. تحد مفاجئ ينتظر التعمري مع مونبيليه

mainThumb

16-05-2023 08:47 AM

printIcon

قد يواجه لاعب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، موسى التعمري، بعض التحديات “غير المتوقعة” مع فريقه الجديد مونبيليه، الذي ينشط بدوري أندية الدرجة الأولى الفرنسي، وذلك من خلال دعم فريقه للحملات التي تطلقها فرنسا حول “مثلية الجنس” بين الفينة والأخرى، أسوة بباقي الأندية المحلية هناك.
وانضم التعمري (26 عاما) إلى نادي مونبيليه الفرنسي في صفقة انتقال حر لمدة 3 سنوات بعد الإعلان عن نهاية عقده مع نادي آود هيفرلي لوفين البلجيكي نهاية الموسم الحالي، دون الإفصاح على التفاصيل المالية للصفقة، ليصبح نجم “النشامى” أول لاعب أردني يحترف في الدوري الفرنسي “ليغ 1”.
وشهدت مباريات الجولة 35 في الدوري الفرنسي، إطلاق حملة تدعم مثلية الجنس، والتي قامت خلالها العديد من الأندية الفرنسية بارتداء قمصان تحمل شعار “قوس قزح” المثليين، في إطار مساندة هذا التوجه، حيث وضع فريق مونبيليه الذي سيمثله التعمري في الموسم المقبل، شعار المثليين في أجزاء متفرقة على قميصه، خلال المباراة التي تعادل فيها على ملعبه “دو لا كوسون” مع لوريان بهدف لمثله.
وربما تنذر المشاهد الحالية، بإمكانية دخول التعمري في صدامات مبكرة مع إدارة وجماهير فريقه الجديد، التي تؤمن بشعار “حب واحد” لدعم المثليين، في إطار معتقداتها بحرية التعبير ومواجهة التمييز، حيث يُعد التعمري من اللاعبين المحترفين، المحافظين والملتزمين دينيا، وقد يكون مطالبا بالترويج لأمور لا تتوافق مع معتقداته.
وفي العودة إلى صيف العام 2018، وجد التعمري نفسه مضطرا للسفر مع فريقه أبويل نيقوسيا القبرصي إلى الكيان الصهيوني لمواجهة فريق هابويل بئر السبع في الدور الثالث من تصفيات الدوري الأوروبي لكرة القدم، مبررا ذلك بكونه لاعبا محترفا بعيدا عن السياسة، وواصفا زيارته بأنها لا تحمل أي معنى للتطبيع.
وربما تبدو الشواهد كثيرة على إمكانية دخول التعمري في صدامات مع فريقه الجديد، حيث رفض المغربي زكريا أبو خلال مهاجم نادي تولوز الفرنسي، المشاركة مع فريقه في المباراة الأخيرة له أمام نانت (0-0)، لينشر “تغريدة” عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، قال فيها: “لقد اتخذت القرار بعدم المشاركة في مباراة اليوم”، في إشارة إلى مباراة نانت التي أقيمت أول من أمس.
وأضاف: “قبل كل شيء، أرغب في التأكيد على أنني أحمل أقصى قدر من الاحترام لكل فرد، بغض النظر عن تفضيلاتهم الشخصية أو الجنس أو الدين أو الخلفية، وهذا مبدأ لا يمكن التعبير عنه بما فيه الكفاية، الاحترام هو قيمة احتفظ بها في تقدير عظيم يمتد للآخرين، ولكنه يشمل أيضا معتقداتي الشخصية، وبالتالي لا أعتقد أنني الشخص المناسب للمشاركة في هذه الحملة، أتمنى بصدق أن يتم احترام قراري كما نرغب جميعا في أن نعامل باحترام”.
وكان “مجلس الأخلاقيات” في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، قد استدعى السنغالي إدريسا غي لاعب باريس سان جرمان السابق، لمساءلته بشأن سبب غيابه عن الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي ضد نادي مونبلييه في الموسم الماضي، وذلك بعد اتهامه برفض المشاركة في حملة زيادة الوعي ضد مكافحة التمييز، والتي ترتدي فيها الأندية الفرنسية قمصانا تحمل أرقام قوس قزح.
وبعد حملة الانتقادات التي طالت مواطنه لرفضه الاستجابة لطلب الاتحاد الفرنسي بإرسال صورة له تظهر دعمه للمثليين لتجنبيه العقوبة، أبدى الرئيس السنغالي ماكاي سال – في تغريدة عبر تويتر- مساندته للاعب آنذاك، وقال فيها: “أنا أدعم إدريسا.. يجب احترام قناعاته الدينية”.
استطاعت قطر أن تنتصر للثقافة الإسلامية والعربية خلال استضافتها نهائيات كأس العالم الأخيرة لكرة القدم في الدوحة، بعدما منعت قادة العديد من الدول الأوروبية من ارتداء شارة دعم المثليين خلال المباريات، لكن اللاعبين المسلمين على وجه التحديد في الملاعب الأوروبية، يواجهون تحديات مستمرة للتنازل عن قيمهم ومبادئهم من أجل حملة هم ليسوا مؤمنين بها أساسا، والتعمري لمن يكون استثناء من القاعدة الموسم المقبل.

الغد