فلسطينيون في ذكرى النكبة: "الاحتلال ما بنزع فلسطين من قلوبنا وأرواحنا فداها"

mainThumb

15-05-2023 02:58 PM

printIcon

فاطمة الزهراء - في ذكرى النكبة.. تتتابع نكبات الشعب الفلسطيني الذي يشهد العذاب والتنكيل بأهله وأرضه، ويعيش التهجير قسرًا ويخضع لسطوة المحتل الغالبة على أمره، إلا أنه مع كل ما عايش لم يكف عن الدفاع والاقتتال والاشتباك مع هذا الغاصب الذي لا يعرف ذمةً ولا تؤخذ منه المواثق، ويعيش اليوم وغدًا بإصرار تام على العودة واسترجاع الأرض كاملة غير منقوصة.

يقال أن صاحب الأرض لا يخاف مواجهة سجّانه بصدر عارٍ ويواجه القنبلة بالحجر، والمدفع بالمقلاع، وهذا شهدناه في الطفل الفلسطيني منذ نعومة أظفاره، لا يتسامح في وجه المحتل ويلقي عليه اللعنات سرًا وعلانية، لا يعرف الخوف من أسلحته الثقيلة فهو مالك الحق وصاحب الأرض.

وفي الشتات توزّع الفلسطيني حسبما كتبت له الأقدار، فحمل أرضه في قلبه وبين جوانحه، منهم من خرج ومفتاح الدار في صدره، ومن حمل "كواشينه" ودافع عنها دفاع المستميت، ومنهم من كان شاهدًا ذا عزيمة صلبة على التهجير إلا أن دموعه تسبقه عندما يروي لنا ويقص علينا حكايات جراحه.

د. العناسوة: المحتل الغاصب أتى من شتى بقاع العالم ليشكل وطنًا بمزاعم كاذبة


دكتور العلوم السياسية، ثامر عناسوة قال لـ"أخبار اليوم" إن القضية لن تنتهي إلا بأخذ الشعب الفلسطيني حقه بالكامل، فهذه مبادئ راسخة لديه، وهذا الكيان المحتل الغاصب أتى من شتى بقاع العالم ليشكل وطنًا بمزاعم كاذبة، مضيفًا أن القضية الفلسطينية تبقى راسخةً في عقول وقلوب وثقافة كل العرب.

وحول إحياء الأمم المتحدة لأول مرة "ذكرى النكبة" أوضح العناسوة أن الشعب الفلسطيني لا يحتاج من منظمة الأمم المتحدة إحياء الذكرى، بل يحتاج منها دورًا فاعلًا تجاهه تبعًا للغاية التي تعمل عليها من إحلال الأمن وحفظ حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مبينًا أنها وغيرها من منظمات حقوق الإنسان غائبة عن جميع أدوارها تجاه الفلسطينيين.

وأكد أن هذه المنظمات الدولية التي تتغنى بالدفاع عن حقوق الإنسان تتعامل بازدواجية في تطبيق القوانين الدولية والإنسانية مع الفلسطينيين، "فأين هي من العدوان الواقع عليهم؟"، مضيفًا أن الصوت الفلسطيني في مجلس الأمن غير مسموع بينما يسمع صوت العدو الاسرائيلي ويُدعم من الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي  كالولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول.

وذكر أن الكيان الإسرائيلي منذ الخامس عشر من أيار عام 1948 ارتكب أول جريمة حرب ألا وهي "الاحتلال" وتوسعت جرائمه باختلاف أنواعها من اعتقالات قسرية واعتداء على الأطفال، وعلى الأمم المتحدة استذكار حقوق الإنسان هذه والعمل على حفظها والدفاع عنها.

ولفت إلى أن المقاومة الشعبية الفلسطينية التي تكرس الحق الفلسطيني وتقوم بالدفاع عن الأرض وتتمسك بالحق، تتطور يومًا بعد يوم، وقد طورت عقلية القتال ضد العدو، ورغم قلة الإمكانيات والموارد فالعقيدة التي تمتلكها المقاومة جعلتها تثبت موجوديتها في الساحة، وتضطر الاحتلال إلى إشراك أطراف خارجية في التفاوض معها، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني يمتلك عزيمة صلبة وشجاعة لا يمتلكها المقاتل الاسرائيلي.

وبيّن العناسوة أن الشعب الفلسطيني صامد أمام محتله، شامخ في وجهه، ولن يحيد عن طريق التحرير وهذا ما يهمنا، لافتًا إلى أن الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني واجب على الأمم باختلاف أشكاله وصوره، والأردن قيادة وشعبًا لم يتوان عن تقديم ذلك بكل ما يستطيع، والقضية الفلسطينية من الثوابت لدى الشعب الاردني.


شهود الشتات ..ما ننسى البلاد و لو ننزل بنعرف بلادنا ودارنا


من جانب آخر، يعيش آخر شهود الشتات متفرقين في مخيمات الشتات يحفظون ما تبقى في ذاكرتهم من شهادات عن التهجير والعذابات التي تجرعوا كأسها 75 عامًا، يؤملون أنفسهم بالعودة بعدما كانت كلمتهم عند التهجير "يومين وبنرجع".

وتقول الحاجة عيشة عبد الله "اليهود أيام الهجرة صاروا يطبوا على القرى ويقتلوا الناس فتخاف الناس في القرى المحيطة وتطلع، هذا الي خلانا نطلع بأولادنا وما نوخذ معنا اشي لأنهم قالولنا مش مطولين، احنا بننساش البلاد والحين لو بنزل بعرف بلادنا ودارنا، وعمره الاحتلال ما بنزع فلسطين من قلوبنا وروحنا هاي بلادنا واحنا بنفديها".

وأضاف الحاج يعقوب صبحي أنه يحتفظ بـ"كواشين" بيته الذي أخرج الاحتلال أهله منه أيام النكبة وأنه لآخر يوم في عمره لن يقرط به أو يتخلى عنه "فالأرض بتتبدلش والي ملوش خير في بلاده وأرضه ملوش خير في حدا"، مبينَا أنه عرضت عليه مبالغ طائلة لشراء منزله إلا انه يرفض ذلك قطعًا، وينتظر العودة ليفتح الدار مجددًا.

وذكر أنه يزرع في أحفاده حب فلسطين ويغرس فيهم فكرة العودة وأن المحتل زائل لا محالة أنه الطارئ ونحن الأصل.

وذكرت الحاجة سعاد "بلادنا بتتبدلش واحنا بننساش ولا أولادنا بنسو الي صار معنا، هاي فلسطين وشو ما بدها منا بنعطيها، أخدت شهداء وأخدت أعمارنا وأولادنا، بس معلش بتستاهل، وأنا ياريت يصحلي أموت على ترابها واندفن فيها".