استثمار التنوع السياحي .. هل يصطدم بضعف البنية التحتية؟

mainThumb

15-05-2023 09:40 AM

printIcon

في الوقت الذي تحظى به المملكة بفرص كبيرة لزيادة أعداد السياح القادمين إليها في ظل تنوع المنتج السياحي الأثري والتاريخي والعلاجي، يؤكد خبراء أهمية اعتماد خطة واضحة لترويج المواقع السياحية والأثرية.
وشدد هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ”الغد” على أهمية توفير البنية التحتية اللازمة داخل المواقع السياحية والأثرية التي تشمل المرافق الصحية والطرق المؤدية إليها والمطاعم والمقاهي التي يحتاجها السائح.
وأشاروا إلى أهمية التقاط الرسائل الملكية المستمرة بالترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في المواقع السياحية والأثرية من خلال العمل على ضم هذه الفرص ضمن السياسات الترويجية الخارجية والداخلية.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين خلال زياراته المستمرة إلى مختلف المواقع السياحية والأثرية في كافة محافظات المملكة أهمية القطاع السياحي وضرورة التركيز على التنوع السياحي الموجود.
وأشار جلالته خلال زيارته الأخيرة إلى محافظة جرش إلى أن مؤشرات الأردن السياحية في تحسن بفضل السمعة التي تتمتع بها المملكة ما انعكس على زيادة أعداد الزوار، منوها إلى أن جرش من أجمل المناطق بالعالم ما يتطلب دعمها والاستفادة من إمكاناتها وميزاتها في قطاعي السياحة والزراعة.
وارتفع عدد زوار المملكة إلى مستويات غير مسبوقة مقارنة مع الفترة نفسها من الأعوام الماضية، بعد أن بلغ في الربع الأول من العام الحالي نحو 1.476.599 زائرا، محققا ارتفاعا بنسبة 90.7 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغ فيها عدد الزوار 774.111 زائرا.
وبلغ عدد الزوار القادمين للمملكة في الربع الأول من العام 2019 الذي يعد “العام الذهبي” للسياحة 1.146.790 زائرا، وعدد سياح المبيت 966.483 سائحا.
وقال منسق السياحة في رؤية التحديث الاقتصادي د.فارس البريزات إن “قيام جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بالترويج لمختلف المواقع السياحية والأثرية دليل واضح على أهمية القطاع السياحي”.
وأكد البريزات أن المطلوب من الحكومة العمل بجهود مكثفة على تطوير وتجهيز المواقع السياحية والأثرية لتكون حاضرة على استقبال السياح من مختلف دول العالم وتقدم كافة الخدمات التي يحتاجها السائح.
وأشار البريزات إلى أن توصيات لجنة السياحة في رؤية التحديث الاقتصادي أكدت أهمية تطوير المواقع السياحية والأثرية وتحسين البنية التحتية بالكامل في تلك المواقع لاستقبال السياح وزيادة أعدادها.
وتستهدف رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى توفير 99 ألف فرصة عمل إضافية بدوام كامل في القطاع السياحي خلال العقد المقبل 2033.
وبحسب الرؤية، فإن أبرز المبادرات المقترحة ضمن محرك النمو “الأردن وجهة عالمية” والمتعلق بالسياحة، تطوير وإدارة المواقع والمرافق السياحية والحفاظ عليها، وتطوير المنتجات الخاصة بالسياحة بأنواعها المختلفة، وتفعيل مبادرة الاستثمار السياحي، وتسهيل السفر إلى الأردن والتنقل داخله، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة تنافسية الكلف وإتاحة الخدمات بأسعار مناسبة.
ومن المبادرات المقترحة أيضاً، إنشاء برنامج لصقل المهارات في قطاع السياحة، وإطلاق مبادرة السائح الرقمي، والاستمرار بالتسويق السياحي، وربط الأردن بشبكة أوسع رافدة للسياح، وتطوير الهوية التجارية، وتحديث بيانات القطاع بما يمكن من اتخاذ القرارات، ووضع معايير وقواعد عالمية المستوى لقطاع السياحة، وتحسين القوانين المرتبطة بقطاع السياحة، وتبسيط الإجراءات الحكومية، وإطلاق مبادرة “أردن الأمن والسلامة والبيئة النظيفة”.
ووفقاً للملخص التنفيذي للرؤية، جرى تحديد الإمكانات الإستراتيجية وأولويات القطاع السياحي، والتي تشتمل على تنمية إمكانات الأردن ليصبـح أفضـل الوجهات السياحية للباحثيـن عـن تـجـارب عالميـة المسـتوى فـي المواقع الأثرية والتراثيـة والطبيعية، وسياحة المغامرات، والسياحة الدينيـة، والسياحة العلاجيـة.
وقال الخبير السياحي ميشيل نزال إن “اهتمام جلالة الملك في المواقع السياحية والأثرية من خلال زياراته إليها بمثابة ترويج لتلك المواقع ودليل على أهميتها”.
وأضاف نزال “يجب العمل على اهتمام جلالة الملك بكافة المواقع السياحية والأثرية التي تنعكس على المنتج السياحي وتعزز فرص زيادة أعداد السياح التي ستؤثر على أبناء المجتمعات المحلية وتساعد على زيادة عمليات توظيفهم”.
وأشار إلى أهمية القطاع السياحي بمختلف مواقعه وقدرته على توفير فرص عمل فيها من خلال ايجاد مرافق سياحية ومنشآت سياحية إضافة الى وجود خدمات سياحية وهذا ما يجب العمل عليه معا من قبل القطاعات الحكومية والخاصة لتحسين صورة المنتج السياحي ويكون ضمن مستويات عالمية تنافس مختلف الدول.
وبين نزال أن الاقتصاد يعتمد اعتمادا مباشرا على قطاع السياحة الذي يشكل ما نسبته نحو 13 % من الناتج المحلي الإجمالي، ويعتبر من أهم القطاعات الجالبة للعملات الصعبة وتدر دخلا مباشرا، وهذا ما يدركه جلالة الملك لأهمية وحجم القطاع السياحي بمختلف مواقعه، الذي يهتم به جلالته من خلال تركيزه على أهمية القطاع بمختلف زياراته، وحرصه على النهوض بالقطاع السياحي.
وأوضح أنه يجب العمل على تحسين وتطوير البنية التحتية في المواقع السياحية والأثرية وتطويرها، والعمل على تسهيل الطرق المؤدية إليها في مختلف محافظات المملكة، وإضافة إلى العمل على جاهزية تلك المواقع لاستقبال الزوار وبالتالي زيادة أعداد السياح.
وأكد نزال أهمية العمل على معالجة أزمة نقص الغرف الفندقية في محافظات الشمال لزيادة مدة إقامة السائح وبالتالي زيادة حجم الإنفاق السياحي في المملكة.
وبين ضرورة الزيارة اليومية والمتابعات المباشرة من الجهات الحكومية للمحافظة على تلك المواقع وحمايتها والعمل على تطويرها.
وقال عضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة إن “الزيارات الملكية التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين إلى المواقع السياحية والأثرية هي دليل ورسائل مباشرة لأصحاب القرار بأهمية القطاع السياحي”.
وأكد الخصاونة أن القطاع السياحي هو رافد أساسي ومهم في تحريك العجلة الاقتصادية ومنجم فعال في توظيف أبناء المجتمعات المحلية.
وبين ضرورة تجهيز المواقع السياحية والأثرية من أصحاب القرار خاصة البنية التحتية والمرافق الصحية والخدمات السياحية مثل المطاعم والمقاهي لتلبي حاجة السائح وتنال رضاه وبالتالي تشغيل آلاف المواطنين العاطلين عن العمل وجذب فرص استثمارية فيها، وهذا ما دعا إليه جلالة الملك في كافة زياراته إلى المواقع السياحية والأثرية.
وأشار الخصاونة إلى اهتمام جلالة الملك في المواقع السياحية من خلال عمليات الترويج التي يقوم بها في زياراته ويبين مدى تركيزه على التسويق السياحي إذ قال في زيارته لمحافظة جرش “جرش لا يوجد مثلها في العالم” وهذه رسالة ملكية لزيارة جرش ومشاهدة عظمة آثارها وطبيعتها الخلابة.
وبين أهمية المحافظة على أعداد زوار المملكة وزيادتها من خلال الجلوس على طاولة الحوار مع القطاع العام والخاص وفتح باب التشاركية لتقديم أفضل الخدمات السياحية للسياح إضافة إلى جذب الاستثمار في مختلف القطاعات السياحية، والحفاظ ودعم المستثمر المحلي، وهذا ما ركز عليه جلالة الملك في زياراته إلى المواقع السياحية.
وأكد الخصاونة أن الأمن السياحي الذي يتمتع به الأردن ميزة مهمة ومباشرة لجذب الاستثمار العالمي إلى المملكة ويجب التسويق له والاهتمام به، وهذا يوفر ما لا يقل عن 10 آلاف فرصة عمل مباشرة جديدة في مختلف القطاعات السياحية، التي توفر 55 ألف فرصة عمل مباشرة وتعيل نحو 500 ألف عائلة.
وبين أهمية السمعة السياحية التي تمتاز بها المملكة والتي تنعكس على مدة إقامة السائح وزيادة حجم إنفاقه وعلى المجتمع المحلي.
وأكد ضرورة جذب الاستثمار السياحي في المواقع السياحية والأثرية ليكون موقعا كاملا يلبي حاجة السائح لذا يجب تحسين البنية التحتية والعمل على تطوير الطرق المؤدية إليها بهدف تسهيل وصول المجموعات السياحية لتلك المواقع المنتشرة بمختلف مناطق المملكة.