النادي الكتالوني بطلًا للدوري الإسباني للمرة رقم 27.
حقق فريق برشلونة الفوز على نظيره إسبانيول في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن لقاءات الجولة الـ 35 من الدوري الإسباني، ليحسم لقب البطولة لنفسه للمرة الـ 27 في تاريخه.
فوز برشلونة باللقب غاب لمدة أربعة سنوات حققها فيها غريمه ريال مدريد ونظيره أتلتيكو وانتظر النادي الكتالوني من بعيد يراقب الأجواء.
لكن كيف حقق النادي الكتالوني ذلك اللقب على الرهيب ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا والفريق نفسه الذي أقصى برشلونة من كأس ملك إسبانيا برباعية على أرض ملعب كامب نو؟
منظومة دفاعية لكن ليس حافلة!
برشلونة حتى الآن لم تتلق شباكه سوى 13 هدفًا في 34 مباراة بالدوري الإسباني وهو رقم قياسي بكل تأكيد.
النادي الكتالوني لو نجح في إنهاء الموسم بذلك الرقم سيكون قد حقق رقمًا غير مسبوقًا في كافة الدوريات الكبرى عبر التاريخ.
ولدى الفريق الكتالوني الآن أربع مباريات فقط، لو تلقى هدفين آخرين سيعادل الرقم القياسي الخاص بتشيلسي.
لكن اللافت هنا ليس الصلابة الدفاعية التي يملكها النادي الكتالوني على المستوى المحلي في الدوري الإسباني تحديدًا، لكن أن تلك الصلابة لم تؤثر بشكل واضح على أسلوب الفريق ورغبته الدائمة في الفوز بشكل جمالي وتحقيق نتائج جيدة، وسنعود لذلك لاحقًا.
هدايا أنشيلوتي الجاسوس، ومبارك عليكم الموسم القادم!
لو بحثنا جيدًا في موسم الخصوم، وتحديدًا الخصم الأصعب والأقرب دائمًا ريال مدريد، فسنجد أن النادي العاصمي لم يكن منافسًا حقيقيًا طوال الموسم.
لم يعان برشلونة من ضغط ريال مدريد أبدًا إلا لأسابيع قليلة في بداية الدوري الإسباني، لكن بعد ذلك بدأ نزيف النقاط الذي لم يتوقف قط حتى يومنا هذا، وربما سيستمر نظرًا لاستمرار الملكي في دوري أبطال أوروبا حتى الآن.
بأي حال من الأحوال ذلك ما حذرنا منه ريال مدريد في الموسم الماضي، وأكدنا عليه لفلورنتينو بيريز، أن الفوز بلقب الدوري تحت قيادة أنشيلوتي ما هو إلا بسبب تراجع المنافسة من الخصوم، وأن وجوده يعد بمثابة وجود جاسوس في صفوف النادي الملكي.
فالإيطالي لا يعرف كيف يفوز بالدوري الإسباني، ويعاني أمام صغار الفرق كأنه يلاعب فرقًا لم يرها في حياته من قبل.
ما حذرنا منه في هذا التقرير من مدى كارثية دفاع الملكي الذي تلقى 32 هدفًا هذا الموسم بنسبة تقارب الهدف كل مباراة، وما حذرنا منه بأن بنزيما لن يكون الحل دائمًا هو ما حدث هذا الموسم بالتحديد على مستوى الدوري.
ولو استمر أنشيلوتي في الموسم المقبل في القيادة الفنية لريال مدريد ومهما كانت الأسماء التي سيضمها الملكي في سوق الانتقالات، فمبارك على برشلونة بطولة دورٍ جديدة.
عودة لبرشلونة نفسه، والدفاع القوي الذي قاده للفوز بذلك اللقب الغائب، ففي 13 مناسبة هذا الموسم نجح النادي الكتالوني في تحقيق الفوز بفارق هدف وحيد.
وكان منهم 11 مباراة انتهت بنتيجة هدف لصفر، مما قاد النادي الكتالوني إلى جمع 39 نقطة من أصل نقاطه الـ 85 في مباريات كان من الممكن أن تتغير نتيجتها بسهولة.
لكن المميز هنا أن برجماتية برشلونة لم تكن صماء، ويمكن قبولها في نهاية المطاف نظرًا لأنه في العديد من المناسبات سيطر وأهدر فرصًا عديدة ولم يكن الخصم يستطيع التنفس أمامهم.
تلقت إدارة برشلونة الكثير من الهجوم في الصيف الماضي بسبب بيع الأصول الخاصة بالنادي وشراء عدة صفقات لدعم الفريق في عدة مراكز.
لكن الآن ومن هنا يجب أن يتم توجيه الإشادة لهم بعد كل ما نجحوا في تحقيقه هذا الموسم سواء بلقب السوبر أو تحقيق الدوري الإسباني.
في النهاية فقد اقترب روبرت ليفاندوفسكي من لقب هداف الدوري الإسباني وكان أحد أهم أسباب تحقيق اللقب، ومعه المساهمة الكبيرة لرافينيا تهديفيًا في وقت غياب عثمان ديمبيلي للإصابة.
والصلابة الدفاعية التي قدمها الثنائي جول كوندي وأندرياس كريستينسن وجاهزية فرانك كيسي الدائمة للحضور في أي وقت يطلبه المدرب، كل تلك أشياء تجعلنا نؤكد أنه لولا صفقات الصيف الماضي وبيع بعض من أصول النادي لما كان الفريق قد حقق لقب الدوري الإسباني.
أحد أهم أرقام برشلونة في الموسم الجاري من الدوري الإسباني ومن تحقيقه للقب هو تسجيل 17 لاعبًا لأهداف الفريق في البطولة.
بعيدًا عن ليفاندوفسكي هداف الدوري الإسباني حتى الآن، فهناك 16 لاعبًا آخر نجحوا في هز شباك الخصوم، هم رافينيا، وبيدري وديمبيلي وفاتي وفيرن توريس، وسيرجي روبرتو، وجوردي ألبا، وفرينكي دي يونج، وإريك جارسيا، وجافي وكيسييه وماركوس ألونسو وكريستينسن وديباي وبالدي وكوندي.
هذا الرقم ضرورته تأتي من أن النادي الكتالوني لن يعطل عن تسجيل الأهداف حال غاب عنه صاحب مصدر التهديد الأكبر روبرت ليفاندوفسكي، وهو ما حدث بالفعل في أربع مباريات هذا الموسم ضد أتلتيكو مدريد وخيتافي وجيرونا وفالنسيا.
حقق برشلونة لقبًا مستحقًا في الدوري الإسباني بعد سنوات من المعاناة حتى في وجود أمثال ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان وغيرهم من النجوم.
حدث ذلك لعدة أسباب لعل أبرزهم الصفقات التي قام بها النادي في الصيف الماضي بالمزج بينها وبين تشكيلة الشباب الواعد التي يملكها الفريق.
هذا بالإضافة إلى ضعف المنافس ريال مدريد على المستوى المحلي وفقدانه المستمر للنقاط، والذي من المتوقع أن يستمر طالما استمر كارلو أنشيلوتي، بجانب القوة الدفاعية الكبيرة للنادي الكتالوني.