“مهارب طوارئ” غائبة .. و”نزول العدسية” مستمر في حصد الأرواح

mainThumb

15-05-2023 08:35 AM

printIcon

ما يزال طريق عمان- البحر الميت والمعروف بـ “نزول العدسية” يشهد حوادث سير مروعة تحصد الأرواح، كان آخرها وفاة ثمانية أشخاص نتيجة تدهور إحدى الشاحنات قبل عدة أيام.
وتتكرر الحوادث المروعة في ظل غياب الحلول بحسب عدد من السائقين، رغم مطالبتهم بضرورة انشاء مهارب للطوارئ على جوانب الطريق والتي من شأنها أن تحد من خطورته. ولفتوا أن الطريق أودى بحياة المئات من المواطنين منذ افتتاحه قبل ما يقارب 40 عاما، لافتين إلى أن غالبية الحوادث تحصل نتيجة فقدان سائقي الشاحنات السيطرة على مركباتهم وعدم وجود أي سبل لتفادي الاصطدام بالمركبات التي أمامهم.
ويوضح محمد النواجي أن الطريق المتجه من عمان إلى البحر الميت نزولا يعد من أكثر الطرق خطورة خاصة للشاحنات المحملة، كونه ينحدر بشكل كبير ولمسافة طويلة تزيد على 20 كلم، مشيرا إلى أن هذا الانحدار غالبا ما يتسبب بفقدان السائقين للمكابح ما يؤدي إلى تسارع شاحناتهم بشكل يستحيل معه ايقافها.
ويضيف أن خطورة الطريق تكمن في أنه الطريق الوحيد الذي تسلكه عشرات الآلاف من الشاحنات التي تقل مختلف البضائع بين الأردن وفلسطين، إضافة إلى عدد كبير من الشاحنات والقلابات التي تنقل المواد الإنشائية ومواد البناء، في حين يشهد حركة سير كثيفة للمركبات الصغيرة على مدار الساعة، ما يتسبب بحدوث الكثير من الوفيات عند وقوع أي حادث.
وبين السائق محمد فايز أن معظم الحوادث المرورية بالإمكان تفاديها بايجاد مخارج أو مهارب طوارئ في المناطق الأكثر خطورة التي تكررت فيها حوادث التدهور، موضحا أن معظم الحوادث تحدث نتيجة أخطاء فنية في الكوابح والاطارات والميكانيك وأخطاء بشرية كالسرعة رغم الحمولة الزائدة التي تفوق تحمل الكوابح في حالة الطوارئ وتعيق فعالية عملها وعدم ترك مسافة آمان وتغيير الاتجاه بشكل مفاجئ.
وينوه إلى أن الحلول تتوزع بين السائق الذي يجب عليه الالتزام بالقواعد المرورية ومتابعة الصيانة الفنية الدورية للمركبة، في حين يقع الجزء الأهم من الحل على الجهات المسؤولة من خلال الاسراع بإنشاء مخارج طوارئ يتم توزيعها على النقاط الأكثر انحداراً وعلى المنعطفات الحادة لمساعدة أي سائق على اللجوء اليها بدلا من الاصطدام بالمركبات الأخرى والذي ينتج عنه كوارث مرورية.
وشهد طريق العدسية عام 2013 أكثر الحوادث المرورية ترويعا إذ تعرضت حافلة تقل معتمرين الى التدهور ما أدى إلى وفاة 17 معتمرا وإصابة العشرات.
وينتقد عدد من السائقين الجهات المسؤولة بعدم اتخاذها أي إجراءات فاعلة للحد من الحوادث المرورية على الطريق رغم ارتفاع عدد الوفيات خلال العقدين الأخيرين نتيجة ارتفاع عدد الشاحنات التي تسلكه، مؤكدين أن إنشاء مخارج طوارئ غير مكلف ماديا ولا يحتاج إلى مدة زمنية طويلة ويوجد مناطق من السهولة عمل مثل هذه المخارج فيها.
ويشير عبدالرحمن العدوان أن بعض السائقين ليس لديهم دراية بطبيعة الطريق وانحداره ومنعطفاته ما يصعب عليهم اتخاذ القرارات الصائبة أثناء قيادتهم للمركبات ذات الحمولات الثقيلة، موضحا أن بعض السائقين يقومون باستخدام المكابح بشكل مستمر للحد من سرعة المركبة، ما يؤدي إلى فقدان الكوابح وبالتالي زيادة تسارع السيارة بصورة جنونية تفقدهم السيطرة عليها ولا يجدون حلا سوى الاصطدام بالمركبات التي أمامهم.
ويضيف إن وجود مخارج للطوارئ على الطريق ووضع شواخص ارشادية تدلهم على ذلك سيساعد السائقين ذهنيا ونفسيا لتجاوز أي مخاطر قد تحدث في حال تعرضت مركبته للتهور، مشددا على ضرورة وضع شواخص تحذيرية على طول الطريق لتحذير السائقين من مخاطر الطريق.
من جانبه، بين متصرف لواء الشونة الجنوبية الدكتور علي الحيصة ان طريق عمان العدسية البحر الميت يعد إحدى الطرق الحيوية التي تشهد حركة سير كثيفة على مدار الساعة خاصة من الشاحنات، لافتا إلى أن تعدد حوادث السير المميتة على الطريق تستوجب البحث عن حلول كإنشاء مخارج للطوارئ، لافتا إلى أنه سيتم مخاطبة الجهات المعنية للقيام بالإجراءات اللازمة للحد من الحوادث المرورية المفجعة في المستقبل.

(الغد-حابس العدوان)