عادت الحياة في قطاع غزة تدريجياً إلى طبيعتها، صباح الأحد، بعد سريان اتفاق وقف النار في ختام 5 أيام من المواجهة العسكرية الأكثر عنفاً منذ حرب 2021 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فيما نُفذت اعتقالات بمدينة نابلس بعد أقل من 12 ساعة على سريان الاتفاق.
وأعادت السلطات الإسرائيلية فتح المعابر مع القطاع، واستأنفت المرافق والمؤسسات الحكومية، والتابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عملها، على أن تستأنف العملية التعليمية في مدارس الحكومة والخاصة عملها صباح الاثنين.
فتح المعابر
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد، "رفع جميع القيود في جميع أنحاء البلاد في أعقاب تقييم للجبهة الداخلية".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إن الاحتلال الاسرائيلي أعاد رسمياً فتح معبري كرم أبو سالم وإيرز على الحدود بين إسرائيل وغزة.
كما أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، غسان عليان، فتح المجال البحري.
وأعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود، فتح المعابر في الاتجاهين ولجميع الفئات، لدخول المواد الغذائية والأعلاف والوقود، كما فُتحت الأسواق والمحال التجارية، في وقت يتفقد فيه سكان غزة الأماكن والمنازل التي تضررت من المواجهات، كما عادت العناصر الأمنية والشرطية إلى عملها.
يأتي ذلك بعدما دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، حيز التنفيذ في الساعة 10 مساء السبت بالتوقيت المحلي، وقدّمت إسرائيل الشكر إلى مصر على الوساطة، وقالت إن "الهدوء سوف يُقابل بالهدوء".
ووفقاً لمصادر مصرية وفصائل فلسطينية، فإن وفداً أمنياً مصرياً من المتوقع أن يصل خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى غزة وتل أبيب، لمتابعة تطبيق وقف النار والتهدئة.
وأفادت إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينة، بأن 33 فلسطينياً قضوا في القصف الجوي الإسرائيلي، إلى جانب 6 من أبرز القادة العسكريين في الحركة، وأصيب 190 آخرون.
تل أبيب: اعترضنا 437 هدفاً
في المقابل، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأحد، بأن الفصائل الفلسطينية في غزة أطلقت 1469 قذيفة باتجاه إسرائيل منذ بدء عملية "درع وسهم" ضد قطاع غزة.
وأوضح المتحدث أنه "خلال العملية التي استمرت 5 أيام، تم استهداف 422 هدفاً في قطاع غزة، في حين تم إطلاق 1469 صاروخاً ومنصة إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، منها 1139 عملية إطلاق عبرت إسرائيل".
ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن نظام "David Slingshot" أو ما يسمى "مقلاع داود" للدفاع الجوي والصاروخي نفذ اعتراضين، كما اعترض نظام القبة الحديدية 437 هدفاً، فيما تم تعريف 291 عملية إطلاق على أنها "فاشلة" في حين سقطت 39 قذيفة في البحر.
اعتقالات في نابلس
في الإطار، أفاد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بأن قواته نفذت، صباح الأحد، عملية اعتقال لمطلوبيْن فلسطينييْن من مدينة نابلس بالضفة الغربية على خلفية تنفيذ عملية إطلاق نار في مارس الماضي.
وجاء في بيان مشترك للجيش و"الشاباك" أن "القوات الإسرائيلية اعتقلت الشابين إياد التحريروري (24 عاماً)، وزائيف ميزار( 21 عاماً) من سكان القصبة في نابلس بذريعة تنفيذهما عملية إطلاق نار في بلدة حوارة في 25 مارس والتي أصيب فيها جنديان إسرائيليان".
وأضاف البيان: "خلال العملية حاصر عناصر الجيش شقة كان يختبئ بها المطلوبان، وتم ضبط سلاح من نوع M16 وذخيرة بحوزتهما".
وأصيب شاب برصاص الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق الأحد، عقب اقتحام البلدة القديمة في مدينة نابلس، بعد أقل من 12 ساعة على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة قولها إن الشاب أُصيب بالرصاص الحي في الأطراف ووصل إلى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس، خلال المواجهات التي اندلعت عقب عملية الاقتحام.
واقتحمت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة في المدينة، السبت، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالمخيم.
وفي المسجد الأقصى، نفذ عشرات المستوطنين اقتحامات من جهة باب المغاربة، الأحد، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
ويتعرض المسجد الأقصى يومياً عدا يومي الجمعة والسبت، لاقتحامات المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى وتقسيمه مكانياً وزمانياً.