الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة .. الفلسطينيون أكثر عزما وتمسكا بحق العودة

mainThumb

14-05-2023 12:36 PM

printIcon

يحيي الفلسطينيون يوم غد الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، وهم أكثر عزما وتصميما وتمسكا بحقهم بالعودة إلى وطنهم السليب مؤكدين أن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن ذاكرة شعبهم وأجيالهم حية ولن تنسى ولن تتنازل مهما طال الزمان وبلغت التضحيات.

والنكبة هي مصطلح سياسي يشير إلى التهجير القسري الجماعي للشعب الفلسطيني خلال عام 1948، إذ طردت العصابات اليهودية قرابة 800 ألف مواطن فلسطيني من مدنهم وقراهم، ودمرت أكثر من 500 مدينة وقرية فلسطينية، قبل تأسيس كيان الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني .

وتأتي الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة وسط أجواء شديدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهجمة عدوانية شرسة وغير مسبوقة يقوم بها جنود الاحتلال، وعصابات مستوطنيه ضد الإنسان والأرض والمقدسات والشجر والحجر بالضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، لاقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وكسر إرادة الصمود لديهم وتمسكهم بحق العودة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس .

وسيلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة في الأمم المتحدة التي ستحيي ذكرى النكبة لأول مرة، في الخامس عشر من مايو الجاري، ووفق مصادر دبلوماسية فلسطينية فإن كلمة الرئيس عباس ستتضمن مراجعة وافية للمآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني بعد الاستيلاء على وطنه، وطرد غالبية أبنائه من مدنهم وقراهم وأراضيهم وتحويلهم إلى لاجئين.

وأضافت المصادر أن إحياء الأمم المتحدة لهذه الذكرى ينعكس على تثبيت مصطلح "النكبة" كمصطلح يشير لمأساة الفلسطينيين والجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل ضدهم، ويفند الرواية الإسرائيلية حولها.

و تواجه هذه الخطوة محاولات عرقلة إسرائيلية كبيرة، كان آخرها حث الدول على عدم حضور كلمة الرئيس عباس المرتقبة، لأن إسرائيل لا تريد للعالم أن يعرف الحقيقة، ولا تريد أن يتم الحديث عن النكبة من على منبر الأمم المتحدة، لأن ذلك يكشف أن رواية إسرائيل كاذبة وقامت على أساس قتل وتهجير الشعب الفلسطيني عام 1948.

ويأتي إحياء الأمم المتحدة ذكرى النكبة الفلسطينية، بناء على قرار اعتمدته الجمعية العامة نهاية نوفمبر الماضي، ونص على اعتبار الخامس عشر من مايو يوما لإحياء هذه الذكرى.

وقد حصل القرار على 90 صوتا مؤيدا، بينما صوتت 30 دولة ضده، من بينها المملكة المتحدة وألمانيا وكندا والسويد، إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين امتنعت 47 دولة عن التصويت.

وستعقد الجمعية العامة غدا جلسة صباحية رفيعة المستوى للاستماع إلى كلمات تضامن من رؤساء المجموعات الإقليمية، والعديد من الدول التي ستعرب عن مؤازرتها لحقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما سيقام بالأمم المتحدة مهرجان ثقافي يتضمن شهادات حية من اللاجئين، إلى جانب عروض فنية وثقافية ومعارض صور ووثائق، وستحيي الفنانة الفلسطينية سناء موسى، سفيرة التراث الفلسطيني، أمسية بأغان وطنية تراثية تعبر عن التصاق الشعب الفلسطيني بوطنه وأرضه. وستعقد العديد من التجمعات الشعبية والمهرجانات والوقفات والمسيرات في مختلف المناطق الفلسطينية داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وستلقى خلالها كلمات تؤكد تمسك الفلسطينيين بحق العودة ورفضهم للتوطين أو التعويض وكافة التسويات والمشاريع الرامية لتصفية قضيتهم.

وقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة وحتى اليوم، داخل وخارج فلسطين، نحو مائة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى نهاية العام الماضي حوالي 11,540 شهيدا، وكان عام 2014 أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيدا منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة، أما خلال العام 2022 فقد بلغ عدد الشهداء هناك 231 شهيدا منهم 56 شهيدا من الأطفال و17 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 10 آلاف جريح، أما عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية مارس 2022 فبلغ 4,700 أسير، منهم 150 أسيرا من الأطفال، بالإضافة إلى 29 أسيرة.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن عدد الفلسطينيين تضاعف عدة مرات منذ النكبة، وبحسب الجهاز، فقد بلغ عدد الفلسطينيين عام 1948 مليوني نسمة، وارتفع اليوم إلى نحو 14 مليونا موزعين في كافة أنحاء العالم، مشيرا لوجود 6.4 مليون لاجئ فلسطيني حتى نهاية عام 2020، وأضاف أن نحو نصف الفلسطينيين يعيشون اليوم في "فلسطين التاريخية"، موضحا أن 1,7 مليون فلسطيني يعيشون داخل إسرائيل، في حين بلغ عدد سكان الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية 3,2 مليون نسمة، ويشكل اللاجئون أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة.

وذكر الجهاز، في تقرير له بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، أن 28 بالمائة تقريبا من اللاجئين يعيشون في 58 مخيما رسميا تابعا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تتوزع بواقع عشرة مخيمات في الأردن، وتسعة في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة، وثمانية في قطاع غزة.

وبعد 75 عاما على "النكبة" الفلسطينية، يرفض اللاجئون التنازل عن "حق العودة" الذي يعتبر من الثوابت الفلسطينية، وفي مارس 2018 وعلى مدى شهور طويلة، شهدت المنطقة الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل تظاهرات أسبوعية كثيفة عرفت بمسيرات العودة شارك فيها عشرات آلاف الفلسطينيين مطالبين بحق العودة إلى أراضيهم وديارهم التي هجروا منها عام 1948، وما زالت صور منازلهم وديارهم التي أخرجوا منها قسرا، ماثلة أمام عيونهم منتظرين يوم عودتهم إليها وواثقين من أن العودة ستتحقق يوما ما متطلعين لأن يكون قريبا.