تنفيذا للتوجيهات الملكية، التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، أيام الأربعاء والخميس الماضيين واليوم السبت، وجهاء وممثلين عن أبناء وبنات مناطق من محافظة جرش.
وتأتي اللقاءات، استكمالا للقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع وجهاء وممثلي المحافظة، الذي عقد في الثالث من الشهر الحالي، وذلك للوقوف على أية مطالب واحتياجات والاستماع لمقترحاتهم لتطوير المحافظة، بما يتناسب مع طبيعتها السياحية والزراعية.
وفي مستهل اللقاءات، التي حضرها مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الدكتور عاطف الحجايا ومحافظ جرش فراس الفاعور، أكد العيسوي أن جميع الطلبات والمقترحات التي طرحت في جميع اللقاءات، سيتم رصدها بالتنسيق مع جميع الجهات المختصة لدراستها ومتابعتها حسب الأولويات والإمكانيات، وبما ينسجم مع خطط الحكومة وبرامجها، وبمتابعة من الديوان الملكي الهاشمي.
وأشار العيسوي إلى توجيهات جلالة الملك المستمرة بضرورة تفعيل قنوات التواصل مع أبناء وبنات الوطن في مختلف مناطق المملكة، والاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم وتلبية الممكن منها، بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، وحسب الإمكانيات المتاحة.
وبالنسبة للمبادرات الملكية، أوضح أنه تم، خلال السنوات الماضية، تنفيذ عدد كبير من مشاريع المبادرات الملكية في محافظة جرش، شملت مختلف مناطق المحافظة ومخيماتها وبمختلف القطاعات التنموية والخدمية.
وأكد العيسوي، أن تنفيذ المبادرات الملكية مستمر، إذ سيتم التركيز خلال المرحلة المقبلة على المشاريع الإنتاجية والتنموية التي تـوفر فـرص عمل للشباب.
من جهتهم، ثمن الحضور زيارة جلالة الملك وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى محافظة جرش، وتلمس احتياجاتها والإيعاز للمعنيين بحل وتوفير الخدمات التي تحتاجها المحافظة، معتبرين أن الزيارة الملكية، تأتي في إطار حرص وتواصل جلالته المستمر مع أبناء وبنات الوطن في مختلف مناطق المملكة.
وعبروا، في حديثهم، عن أسمى آيات التهنئة والتبريك لجلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله، بمناسبة اقتراب موعد زفاف سمو ولي العهد.
وتناول المتحدثون قضايا واحتياجات وإنشاء مشاريع تنموية تحتاجها مناطقهم، من شأنها النهوض بالبعد التنموي لها وتعزيز البعد السياحي للمحافظة، والتخفيف من الفقر والبطالة، وتمكين الشباب والشابات واستقطاب الاستثمارات واستغلال الميزات التنافسية للمحافظة في الجانب السياحي والزراعي.
وتركزت غالبية المطالب على البعد الصحي من حيث إنشاء مراكز صحية شاملة في عدد من المناطق، وتفعيل المراكز القائمة حاليا، إلى جانب التأكيد على أهمية إعادة تأهيل مستشفى جرش الحكومي من حيث رفده بالكوادر الطبية والتمريضية وكذلك بالاختصاصات المهمة وتوسعته، وإنشاء مستشفى ثانٍ لتلبية احتياجات أهالي وأبناء وبنات المحافظة.
وتطرق المتحدثون إلى موضوع التقسيمات الإدارية لجهة معاملة المحافظة من حيث الامتيازات والمكتسبات كباقي المحافظات التي لديها عدة ألوية، ودعم موازنات بلديات المحافظة لتتمكن من القيام بالدور المطلوب منها، إلى جانب تحويل المحافظة إلى إقليم سياحي تنموية.
ودعوا إلى إنشاء مدارس في مناطق لا تتوفر فيها مدارس، وإعادة تأهيل مدارس قائمة حاليا وزيادة الغرف الصفية بما يتناسب مع عدد الطلبة الملتحقين فيها، وإنشاء مدارس تابعة للثقافة العسكرية، ومديرية تربية وتعليم ثانية، وإنشاء نادٍ للمعلمين، والتركيز على التعليم المهني والتقني، وإحياء فكرة الوقف التعليمي.
وشددوا على أهمية إيلاء الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم ليكونوا قادرين على الإنجاز، وتفعيل دورهم في عملية التنمية وإنشاء متنزه لهم، وكذلك لكبار السن.
وشددوا على أهمية معالجة مشكلة الصرف الصحي، التي قد تؤثر على البعد السياحي للمحافظة، واستغلال سيل الزرقاء سياحيا، وإعادة تأهيل السوق التجاري القديم وربطه بالمسار السياحي، وإيجاد مجمع طبقي جديد للسوق يخفف من الازدحامات المرورية، وإنشاء أسواق للمنتجات المنزلية التي تعدها النساء في محافظات جرش والمفرق وعجلون في المنطقة الأثرية.
ودعوا إلى فتح بعض الطرق الرئيسة بين محافظة جرش والمحافظات المجاورة لها، وإعادة تأهيل طرق رئيسة، باتت تشكل خطرا حقيقا على المواطنين، وإعادة النظر في عملية تنظيم الأراضي بالمحافظة.
وشددوا على أهمية استغلال المواقع السياحية في المحافظة طيلة أيام السنة وعدم اقتصارها على فترة محددة، والسماح بإنشاء أكشاك لأبناء المحافظة، إلى جانب تخصيص نسبة من الإيرادات السياحية لغايات تنموية وإنشاء مشاريع لتمكين الشباب، وتعزيز دور مهرجان جرش الثقافي، وإيجاد خارطة طريق ثقافية تعُنى بالمشهد الثقافي، ودعم الشباب والشابات المتطوعين، عبر إيجاد حاضنة ابتكارية للأفكار والمشاريع الريادية.
وطالب الأهالي بإعادة التركيز والاهتمام بالقطاع الزراعي ومنح أصحاب الأراضي فرصة لاستغلالها من خلال تحسين شبكة الطرق الزراعية، خصوصا أن بعض المناطق الزراعية لا يوجد لها طريق.
ولفتوا إلى أهمية إعادة إحياء منتزه دبين القومي، الذي كان يعد مقصدا لجميع الأردنيين والسياح، وإنارته وتوفير مرافق صحية تخدم زواره، إضافة إلى إنشاء فندق سياحي لزوار المحافظة، ومعرض دولي، وعقد مؤتمر تنموي شامل لجميع المحاور، وتشكيل لجنة لإعداد استراتيجية شاملة لترويج المحافظة يشارك فيها جميع الفعاليات الرسمية والخاصة.
كما أشاروا إلى مشاكل المياه التي تعاني منها بعض المناطق، ودعم المتقاعدين المدنيين وإنشاء نادٍ لهم، وكذلك مساعدة الأسر العفيفة والمحتاجة ومعالجة مسلخ جرش، إضافة إلى حماية الغابات الحرجية من الاعتداءات، من خلال منع استيراد الأدوات التي تساعد في ذلك، وإنشاء ملعب خماسي وقاعدة متعددة الأغراض.
كما دعوا إلى تفويض أراض لزيادة مساحات بعض المقابر بالمحافظة، وإنشاء مصانع لتدوير النفايات الصلبة في محيط سد الملك طلال، وتوفير كابسات نفايات وزيادة عمال الوطن، وإنشاء قاعات امتحانات ثانوية عامة في المناطق التي لا تتوفر فيها، ودعم وحدة تمكين المرأة، إلى جانب تخصيص أرض لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة، التي باتت تشكل خطرا على المواطنين والأطفال، وتوفير عيادة متخصصة بهذا المجال.
وأكدوا ضرورة استغلال ثروات وطاقات المحافظة، من خلال تضافر جهود جميع أبناء المحافظة وبلدياتها وشبابها، بحيث يكونوا جزءا من حل المشاكل.
ولفتوا إلى أهمية دعم الأندية الشبابية، في المحافظة، التي يناهز عددها 17 ناديا، من حيث البنى التحتية، وتوفير الملاعب وتحديث الأجهزة وتوفير وسائط النقل لها.
وفي نهاية اللقاءات، قال العيسوي، إنه تم رصد جميع الطلبات والأفكار والمقترحات، وسيتم إِضافتها وضمها إلى الطلبات التي قـدمت خلال اللقاء الملكي، وكذلك ما تلاها من لقاءات، ليصار بعد ذلك التنسيق مع جميع الجهات المختصة لدراستها ومتابعتها حسب الأولويات والإِمكانيات وبما ينسجم مع خطط الحكومة وبرامجها وبمتابعة من الديوان الملكي الهاشمي.