قد يمثل الذكاء الاصطناعي (AI) تهديدا "أكثر إلحاحا" للبشرية من خطر تغير المناخ، وفقا للعالم جيفري هينتون الحائز جائزة "تورينغ"، والذي يُنسب إليه هذا الرأي كرائد في عالم التكنولوجيا.

وقال لرويترز الأسبوع الماضي: "لا أريد التقليل من قيمة تغير المناخ كخطر ماثل، لا أود أن أقول أنْ لا داعي للقلق بشأن تغير المناخ. هذه مخاطرة كبيرة أيضا. لكنني أعتقد أن هذا الخطر (الذكاء الاصطناعي) قد يصبح أكثر إلحاحا".

وكشف هينتون، المعروف بأنه أحد "عرابي" الذكاء الاصطناعي، مؤخرا أنه يترك دوره في طليعة تطوير غوغل لهذه التكنولوجيا.

وقال إن القرار تم اتخاذه حتى يتمكن من إنشاء منصة لنفسه للتحذير من المخاطر الكامنة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي دون إشراف من صاحب العمل السابق.

وفي شهر مارس، أطلقت غوغل برنامج الدردشة الآلي "Bard" الخاص بالذكاء الاصطناعي كمنافس لبرنامج OpenAI's ChatGPT، والذي سبقه في نوفمبر. وأكد هينتون منذ تركه لشركة غوغل أن الشركة كانت حتى الآن "الوكيل المناسب" لتقنية الذكاء الاصطناعي.

سبيس إكس" و"تسلا" و"تويتر" للرئيس التنفيذي إيلون موسك - بالتوقيع على رسالة مفتوحة في مارس تحذر من التداعيات المحتملة لسباق تسلح غير منظم للذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون.

وفي الرسالة، اعتبر موسك والموقعون معه أن "الذكاء البشري التنافسي" يشكل تحديا عميقا للعديد من قطاعات المجتمع، بما في ذلك التوظيف وتوزيع المعلومات. كما دعا إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي الأكثر قوة من ChatGPT، وتعيين جهة تنظيمية مستقلة للإشراف على الحدود التكنولوجية لتطويره.

وأصبح ChatGPT التطبيق الأسرع نموا في التاريخ بعد وقت قصير من إطلاقه العام الماضي، حيث تجاوز 100 مليون مستخدم في شهرين فقط.

وأوضح هينتون لرويترز: "بالنسبة لمسألة تغير المناخ، من السهل جدا التوصية بما يجب عليك فعله: ما عليك سوى التوقف عن حرق الكربون. إذا قمت بذلك، فستكون الأمور في النهاية على ما يرام. أما هنا، فليس كل ما يجب عليك فعله واضحا".

وبدلا من إيقاف البحث مؤقتا، الذي يزعم هينتون أنه "غير واقعي أبدا"، يقول إنه يجب استثمار الموارد "لاكتشاف ما يمكننا فعله بشأن" التكنولوجيا التي يشير إليها على أنها "خطر وجودي".