في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال أزمات سياسية متلاحقة على صعيد المجتمع الدولي، فإنها تسعى لإحياء علاقاتها القديمة مع دول أوروبية تتقاسم معها بعض الأفكار والشعارات، ومنها إيطاليا، التي حصلت بينها وبين دولة الاحتلال جملة زيارات متبادلة بهدف إقامة تعاون اقتصادي ثنائي، ورغم وجود أطماع إسرائيلية لنقل سفارة روما إلى القدس المحتلة، فإن التقديرات تتحدث عن أن الانتقال سينتهي بافتتاح مكتب منخفض المستوى في المدينة المقدسة بسبب اعتبارات تتعلق بالاتحاد الأوروبي.
شيريت أفيتان كوهين مراسلة صحيفة "إسرائيل اليوم"، ذكرت أنه "منذ انتخاب الحكومتين الجديدتين في روما وتل أبيب، فيبدو أن العلاقات الدافئة تسود بينهما، وتشمل التعاون الاقتصادي، وبلغت ذروتها بلفتة دبلوماسية طال انتظارها، وهي نقل السفارة الإيطالية إلى القدس المحتلة، وهو ما سيطر على زيارة رئيس الكنيست أمير أوحانا للبرلمان الإيطالي، فيما تعمل وزارة الخارجية هذه الأيام على دعوة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى إسرائيل، وزعم أوحانا أن إيطاليا صديق حقيقي لإسرائيل، ونحن بحاجة لمساعدتها المستمرة".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "إضافة لزيارة أوحانا، فقد وصل وزير العلوم أوفير أكونيس إلى روما، والتقى مع نظيره الإيطالي وخمسة من رؤساء مراكز الابتكار هناك، تحقيقا لإنفاق مليارات اليوروهات من الاتحاد الأوروبي لغرض البحث العلمي، حيث يتوقع الجانبان تعاونًا بين الباحثين منهما، ويتوقع أن يزور الوزير الايطالي إسرائيل الشهر المقبل، وفي آذار/ مارس زارها وزير الخارجية الإيطالي للقاء نظيره إيلي كوهين، وبعد أيام قليلة، وصل بنيامين نتنياهو إلى روما كجزء من رحلته إلى أوروبا".
وأشارت إلى أنه "منذ اللحظة التي فازت فيها ميلوني في الانتخابات البرلمانية، فقد تجاهلتها الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة يائير لابيد، وهنأت الدولة فقط بنجاح الانتخابات المحلية المتعثرة، ولكن منذ وصول نتنياهو إلى السلطة فإنه حدث تغير جذري في علاقاتهما، حين سارع نتنياهو لتهنئتها بفوزها باسمها، ما يكون قد ساهم في فتح باب لعلاقات دافئة بينهما".
ونقلت عن الوزير أكونيس أن "علاقة إيطاليا وإسرائيل في أعلى مستوياتها على الإطلاق، على المستوى السياسي والتعاون المهني، وانعكست الرغبة بتعزيز علاقاتهما في سلسلة اللقاءات الأخيرة، وتمحورت خلال لقاءاتي مع رؤساء الجامعات والمعاهد البحثية الكبرى في إيطاليا، وخلال زيارة نتنياهو لإيطاليا، طلب من ميلوني التفكير بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، لكن كبار المسؤولين الحكوميين في إيطاليا أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بأنهم يفكرون في الطلب بشكل إيجابي".
ورغم الأطماع الإسرائيلية، فإنه بحسب التقديرات السائدة في تل أبيب، فقد ينتهي ذلك بافتتاح ما يعرف بمكتب "تمثيل المصالح"، أي مكتب بمستوى أدنى مشابه لما فعله المجريون في القدس المحتلة، والسبب في ذلك ليس بالضبط الرغبة الإيطالية، ولكن بسبب موقعهم في الاتحاد الأوروبي، فالحكومة الإيطالية التي تسعى لقبولها في الاتحاد تقع تحت رحمة ألمانيا وفرنسا اللتين تعارضان طلب دولة الاحتلال، وفي تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، سيعقد اجتماع "G2G" في القدس المحتلة، وتأمل دولة الاحتلال أنه بحلول هذا الاجتماع فستصل من ميلوني بأخبار جيدة.
عربي 21