بعد 23 عاماً من توليه الرئاسة .. من سيحل محل بوتين إذا رحل بطريقة ما؟

mainThumb

06-05-2023 08:41 PM

printIcon
رغم الشائعات المستمرة حول اعتلال صحته لا يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي علامة على التراجع، بعد 23 عاماً من توليه الرئاسة، لكن محاولة اغتيال مزعومة هذا الأسبوع، وصعود يفغيني بريغوزين، رئيس مجموعة فاغنر للمرتزقة، أدت إلى موجات جديدة من التخمين حول من قد يحل محل العقيد السابق في المخابرات السوفييتية، كما يقول تقرير لصحيفة The Times البريطانية.

من سيحل محل بوتين؟
وفقاً للدستور، إذا مات بوتين أو لم يعد قادراً على الحكم، فإن القيادة بالوكالة ستنتقل إلى رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، وهو تكنوقراط يتمتع بقدر ضئيل من الكاريزما أو النفوذ، على أن تُجرى الانتخابات الرئاسية في غضون ثلاثة أشهر.

تخلص بوتين من خصومه الحقيقيين في روسيا خلال فترة ولايته الطويلة. نجا أليكسي نافالني، 46 عاماً، من محاولة مزعومة لتسميمه، لكنه سُجِن بتهم احتيال مشكوك فيها، ومن غير المرجح أن يظهر لسنوات. وسُجِنَت أيضاً شخصياتٌ معارضة أخرى أو هربت خارج البلاد، وهناك مزاعم بأن البعض قد تمت تصفيتهم.

على أي حال، فإن الانتخابات في روسيا تميل دوماً لصالح الرئيس الحالي. لم يكن بوتين، 70 عاماً، مؤهلاً للترشح لولاية ثالثة على التوالي، لذا تراجع قليلاً خلال فترة رئاسة ديمتري ميدفيديف لولاية واحدة، بين عامي 2008 و2012، بينما احتفظ بالسلطة وراء الكواليس.

هل يستمر إرث بوتين من بعده؟
تقول الصحيفة البريطانية، إنه إذا مات بوتين فقد يحتفظ حلفاؤه بنفوذ كافٍ لضمان الرهان على شخصية متعاطفة، من شأنها حماية إرثه وحماية شركائه من الملاحقة القضائية. قد يكون هذا شخصاً مثل فياتشيسلاف فولودين، 59 عاماً، رئيس مجلس الدوما، أو أندريه تورتشاك، 47 عاماً، رئيس حزب روسيا المتحدة.

في التعليقات الأخيرة لصحيفة The Times البريطانية، توقع الكاتب الروسي ميخائيل شيشكين حدوث فوضى في حالة وفاة بوتين أو عزله. وقال: "ستتوقف الحرب في أوكرانيا، وستبدأ حرب لصوصية للسيطرة على روسيا. وهؤلاء الأشخاص، الذين سيقاتلون من أجل حياتهم ومن أجل السلطة، لا يهتمون كثيراً لمن تنتمي شبه جزيرة القرم أو الدونباس". وطرح أن البلاد سوف تتفكك، حيث يقوم حكام المناطق بحماية أنفسهم والاستيلاء على الأصول باستخدام جيوشهم الخاصة.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يمكن أن يظهر بريغوزين، بدعم من مقاتلين انسحبوا من أوكرانيا، كشخصية قوية في مثل هذا السيناريو.

يتوقع ليونيد فولكوف، مدير مكتب نافالني السابق، معركة يائسة بين النخب، ولكن في تقييم إيجابي مفاجئ، يدعي أيضاً أن المنافسة ستؤدي في النهاية إلى تحرير السياسة، والإفراج عن السجناء السياسيين مثل نافالني.

ماذا عن محاولة اغتيال بوتين؟
قال الروس إن الهجوم بطائرة مسيَّرة على مقر إقامة بوتين في الكرملين هذا الأسبوع كان "مؤامرة أوكرانية لقتله". وطرحت كييف في المقابل أن ذلك كان "تمويهاً زائفاً" نفذه الكرملين نفسه لتبرير تصعيد الصراع.

ومع ذلك، إذا كانت طائرة مسيَّرة بعيدة المدى منخفضة الانفجار تبدو وكأنها طريقة غير فعالة لتنفيذ عملية اغتيال، فإنها تتضاءل مقارنة ببعض المحاولات الأكثر غرابة لإقصاء قادة العالم على مدار القرن الماضي.

ما أغرب قصص محاولات اغتيال القادة والزعماء؟
ربما كان أشهر هذه القصص والمحاولات السيجار المتفجر، الذي يُفترض أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أرسلته إلى الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو. يعتقد معظم الخبراء في مجال التجسس أن القصة ملفقة، ولكن من المعروف أن خبراء الوكالة عملوا على صندوق من السيجار، وجميعها مسممة بسم البوتولينوم، الذي قد يقتل الرئيس الكوبي إذا لمس شفتيه.

ووفقاً للسجلات التي رُفِعَت عنها السرية، فقد أُعِدَّت الكثير من أصابع السيجار من قبل مكتب الخدمات الطبية، لكن من غير المعروف المدى الذي حققته في الاقتراب من هدفها.

فكرت وكالة الاستخبارات المركزية أيضاً في مهاجمة كاسترو أثناء قيامه بالغوص. فكر العملاء في وضع صدف متفجر في قاع البحر أو تلويث بذلة الغوص الخاصة به بفطر سام، لم يتجاوز أي من هذا الجهد مراحل التخطيط.

كانت هناك محاولات عديدة لقتل أدولف هتلر، وقد نجا من المحاولة الأشهر في 20 يوليو/تموز 1940، في مركز قيادة "وكر الذئب"، لأن مدبر المحاولة تسنَّى له تشغيل جهاز واحد فقط من أصل جهازين في حقيبته. امتصت طاولة المؤتمرات المصنوعة من خشب البلوط، التي كانت الحقيبة مخبأة تحتها، الكثير من صدمة الانفجار.

نجا هتلر من قنبلة زُرعت في قاعة في ميونيخ، في نوفمبر/تشرين الثاني 1939، وانفجرت بعد 13 دقيقة من مغادرته، وأخرى وُضعت على متن طائرة عائدة له من القوات الزائرة على الجبهة الشرقية، في مارس/آذار 1943. وفي الحالة الأخيرة تجمَّد الفتيل في البرد القارس.

قام موريس بافود، طالب علم اللاهوت السويسري، بتعقب هتلر لأسابيع في عام 1938. وقد أُحبطت محاولته عندما رفع حراس هتلر أذرعهم في التحية النازية، وحجبوا رؤيته بمجرد أن رفع مسدسه لإطلاق النار.

من المحتمل أن يكون لدى إسرائيل برنامج الاغتيال الأكثر تعقيداً في العالم، حيث قتلت أهدافاً تتراوح من النشطاء الفلسطينيين إلى العلماء النوويين الإيرانيين، لكنهم فشلوا مع أحد أكبر أعدائهم؛ صدام حسين.

خططت فرقة اغتيال من القوات الخاصة لقتل الزعيم العراقي عام 1992 بإطلاق الصواريخ عليه أثناء حضوره جنازة عائلية. سارت البروفة بشكل خاطئ عندما استخدم الفريق الذخيرة الحية بدلاً من الفراغات، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود، لقد نجا الإسرائيلي الذي انتحل شخصية صدام حسين بحياته، وأُلغِيَت المحاولة، كما تقول الصحيفة البريطانية.

وجرَّبت الولايات المتحدة طريقةً أكثر مباشرةً بإلقاء قنبلة على مقر إقامة صدام مع بدء هجومها، في مارس/آذار 2003. وسجلت إصابة مباشرة، لكنه لم يكن هناك في ذلك الوقت.