فاطمة الزهراء - جرت العادة في البيت الملكي البريطاني أن تتم مراسم تتويج الملك على مراحل تبدأ بالإقرار والقسم، وتتلوها المرحلة الأهم والأكثر قداسة في هذا اليوم الكبير والمراسم التقليدية الواسعة وهي "المسح بالزيت الفلسطيني".
في هذه المرحلة يجلس الملك تشارلز على كرسي التتويج ويخلع عباءة التشريفات، ثم يُمسح رأسه وصدره ويديه بالزيت المُبارك الذي تم تقديسه في كنيسة القيامة في القدس المحتلة، ولن يتم التتويج إلا عندما يُمسح تشارلز وكاميلا بزيت "الميرون" المستخرج من زيت الزيتون الفلسطيني.
تقاليد الأسرة الحاكمة
ومن تقاليد المراسم التاريخية للأسرة المالكة البريطانية ـ يتم تكريس وتقديس زيت الزيتون الذي يؤتى به من شجر الزيتون المنتشر في فلسطين، في القدس، في جبل الزيتون، حيث الكنائس المسيحية، وقد تم انتاج زيت التتويج الملكي عندما تم عصر الزيتون بالقرب من مكان مولد السيد المسيح في مدينة بيت لحم (كنيسة المهد).
وقد تم تعطير هذا الزيت بالمواد الأساسية من زيوت السمسم والورد والياسمين والقرفة وزهر البرتقال والعنبر.
وقال قصر باكنغهام في بيان إن الزيت تم تكريسه صباح الجمعة في كنيسة القيامة، الموقع التقليدي لصلب المسيح ودفنه، وفقا للمعتقد المسيحي
وقال رئيس أساقفة كانتربري (رئيس كنيسة إنجلترا) ، جاستن ويلبي أنه من عهد الملوك القدماء حتى يومنا هذا، جرى مسحهم بزيت من هذا المكان المقدس.
زيتون فلسطين
من الجدير بالذكر أن أشجار الزيتون الفلسطينية تتعرض منذ الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية إلى اعتداءات واسعة من حرق وقطع واقتلاع.
ووفق تقارير لمراكز بحثية وأممية، فإن الاحتلال اقتلع ما يتراوح بين 2.5- 3 مليون شجرة منذ عام 1967 لإلى عام 2021 بهدف إقامة مشاريع استيطانية ومعسكرات للجيش وشق طرق التفافية للمستوطنين وإقامة جدار الفصل العنصري من بينها 800 ألف شجرة زيتون.
يذكر أن أقدم وأكبر شجرة زيتون تعيش في مدينة بيت لحم الفلسطينية، ويقدر عمرها بنحو خمسة آلاف سنة، ويغطي حجمها أكثر من 250 مترا مربعًا، ويمتد ارتفاعها إلى نحو 13 مترًا، وجذورها إلى نحو 25 مترًا تحت الأرض، وفقا لوزارة الزراعة الفلسطينية.
وهذا زيت التتويج ومراسمه التي لا تكتمل إلا بمباركته والمسح به على رأس وصدر ملك المملكة المتحدة لبريطانيا ينبُتُ على أرض فلسطينية وقُطف من أراضٍ فلسطينية.