مراسم التتويج .. «البابا» يُبارك الملك تشارلز بمسحه بزيت الزيتون الفلسطيني

mainThumb
الملك تشارلز الثالث

06-05-2023 09:45 AM

printIcon

عاش الملك تشارلز الثالث في ظل والدته الملكة إليزابيث الثانية لفترة طويلة جداً، جعلته وريث العرش الأكثر صبراً وانتظاراً في تاريخ اعتلاء عرش بريطانيا والمؤسسة الملكية التي يزيد عمرها على 900 سنة.

واليوم يتحقق حلم الملك في حفل تتويجه الرسمي الذي يقام في كاتدرائية ويستمنستر التي تشهد حفل التتويج الأربعين منذ عام 1066، إلى جانب زوجته كاميلا التي ستتوج هي أيضاً لتصبح ملكة بريطانيا.


الثامن من سبتمبر (أيلول) العام الماضي، تاريخ غيّر حياة الأمير تشارلز (كما كان لقبه وقتها) يوم توفيت والدته الملكة إليزابيث الثانية، واليوم وبعد طول انتظار يشهد العالم تتويج الملك تشارلز في حفل ضخم لم تشهد بريطانيا مثيلاً له منذ عام 1953.

مراسم التتويج حافلة بالتاريخ والرسميات والتقاليد البريطانية مع لمسة عصرية، حيث أراد الملك إضافتها للتقرب أكثر من الشعب، فقام بخطوة غير مسبوقة من خلال تسجيل صوته وصوت زوجته كاميلا في محطات قطارات مترو الأنفاق في لندن ليستمتع الركاب بالرسالة الخاصة التي وجهها الملك بالعبارة التنبيهية الشهيرة في وسيلة النقل هذه: «احذروا الفجوة» أو Mind the Gap التي تحذر الركاب من السقوط ما بين الرصيف وعربات القطار. كما أعلن قصر باكنغهام عن إطلاق رسم كرتوني «إيموجي» بالمناسبة على شكل تاج سانت إدوارد المرصع بالجواهر.

وتوجه الملك أمس إلى محيط قصر باكنغهام برفقة ولي العهد الأمير ويليام وزوجته كيت لإلقاء التحية على المرابطين في خيام منذ عدة أيام لمتابعة هذا الحديث التاريخي اليوم.

أول الحاضرين إلى الكاتدرائية صباح اليوم نحو 200 شخص من بينهم أعضاء يعملون في الخدمات الصحية الوطنية، ومن المتوقع أن يكون عدد الحاضرين أقل كثيراً من الذين حضروا حفل تتويج الملكة عام 1953 لأسباب لها علاقة بالوضع الاقتصادي الحالي في البلاد.

ويكسر الملك تشارلز التقاليد من خلال استقلاله العربة التي استُخدمت في احتفال اليوبيل الماسي وهي أسترالية الصنع، تصميمها الخارجي قديم، ولكنها تتمتع بالكثير من المزايا العصرية مثل المكيف والزجاج الكهربائي، بدلاً من عربة «غولد ستيت» المتعارف على استخدامها في مثل هذه المناسبات.

وفي تمام الساعة 11 صباحاً يصل الموكب الملكي إلى الكاتدرائية، ومن المنتظر أن يختار الملك لباساً عسكرياً بدلاً من رداء الحرير الذي ارتداه الملوك قبله.

وعلى خلفية موسيقية اختارها الملك بنفسه تضم 12 مقطوعة موسيقية جديدة لأندرو لويد ويبير، بالإضافة إلى موسيقى أرثوذكسية لتخليد ذكرى والده الراحل الأمير فيليب، وسيلعب الأمير جورج حفيد الملك الأكبر دوراً مهماً في حفل التتويج إلى جانب أحفاد كاميلا، وسيتولون حمل الشعارات التي تستخدم في الحفل.


وتبدأ المراسم بتقليد يعود إلى الحقبة الأنغلوسكسونية، حيث يقف الملك بالقرب من كرسي التتويج الذي يبلغ عمره 700 عام، ويلقي نظرة على زوايا الكاتدرائية الأربع ليجري بعدها إعلانه ملكاً على عرش بريطانيا، ويتولى رئيس الأساقفة مهمة الإعلان الرسمي لتنصيب الملك على العرش.

ومن اللافت أن رئيس أساقفة كانتبري طلب من الشعب إلقاء قَسم الولاء للملك من بيوتهم، أو أي مكان يوجدون فيه خلال حفل التتويج، وهناك معلومات تفيد بأن الملك لم يكن ممتناً لهذه الفكرة؛ لأنه يحاول تبسيط هذا الحفل على قدر المستطاع، والتقرب من الشعب أكثر، وهذا ما قام به منذ أن اعتلى العرش في سبتمبر الماضي، وهذا ما يميز شخصيته عن شخصية والدته الراحلة، فهو يسعى إلى مصافحة الناس باليد بدلاً من التلويح لهم من بعيد، ويعتمد أسلوباً عفوياً في التحدث إليهم.

وفي استطلاع رسمي للرأي تبين أن الملك يتمتع بشعبية نسبتها 63 في المائة، بالمقارنة مع شعبية والدته التي كانت تقدر بـ81 في المائة، في حين أن شعبية الأمير ويليام تقدر بـ72 في المائة، ويرى المحللون المتخصصون بالشأن الملكي أن نسبة شعبية الملك تشارلز ليست سيئة، خصوصاً أن فترة توليه العرش رافقتها بعض المطبات على رأسها المشكلات العائلية مع ابنه الأصغر الأمير هاري وزوجته ميغان، ونشر كتاب المذكرات المدوية بعنوان Spare الذي اتهم العائلة المالكة بالعنصرية. وسلسلة عرضت على منصة «نيتفليكس» جاء فيها الكثير من الاتهامات المسيئة لسمعة الملك وبقية أفراد العائلة.


المعروف عن الملك تشارلز شغفه بالزراعة؛ لذا جرى اختيار الورود والزهور لزينة الكاتدرائية بعناية فائقة، فتولى هذه المهمة منسق الزهور شين كونولي الذي قام باختيار زهور وبراعم تتناسب مع شخصية تشارلز وكاميلا، ونُقلا جميع هذه الزهور من مزارع محلية في شتى أنحاء البلاد.

المراسم الدينية

يُبارك «البابا» الملك تشارلز الثالث بمسحه بزيت الزيتون الفلسطيني الذي جرى تقديسه في كنيسة القيامة في القدس المحتلة.

وقد جرى تقديس الزيت بمشاركة لفيف من رجال الدين في فلسطين، ومنهم غبطة بطريرك القدس الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث، والمطران الفلسطيني حسام نعوم رئيس الأساقفة الأنغليكاني (سانت جورج) في القدس، والذي سيشارك في حفل التتويج؛ إذ سيسلم الزيت الذي جرى حمله من القدس لرئيس أساقفة كانتربري نيافة المطران جاستين وويلبي (وهو في مكانة بابا الكنيسة الأنغليكانية في العالم).

وتعد مسحة الزيت المباركة هذه أولى خطوات تتويج ملك بريطانيا. وقد جرى إنتاج الزيت الخاص الذي سيُستخدم في حفل تتويج ملك وملكة بريطانيا باستخدام زيت الزيتون من كروم الزيتون الفلسطينية المقدسة الواقعة في جبل الزيتون بالقدس، وبالتحديد من كرم دير مريم المجدلية وكرم «دير الصعود». وما يربط تشارلز بالقدس وفلسطين شخصياً هو أن دير مريم المجدلية هو أيضاً مكان دفن جدة الملك تشارلز من طرف والده (الأميرة أليس اليونانية).


وقد جرى إنتاج زيت التتويج الملكي عندما جرى عصر الزيتون بالقرب من مكان مولد السيد المسيح في مدينة بيت لحم (كنيسة المهد). وقد جرى تعطير هذا الزيت بالمواد الأساسية من زيوت السمسم والورد والياسمين والقرفة وزهر البرتقال والعنبر.

ويعود أصل وتاريخ «زيت الميرون» إلى استعماله لأول مرة لتعطير كفن السيد المسيح في القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس.

ويشار إلى أن هذا القسم من مراسم التتويج سيكون خاصاً وليس أمام الكاميرات.

التاج

يضع الملك تشارلز هذا التاج على رأسه لمدة 30 دقيقة فقط، وهذه اللحظة تعني حرفياً لحظة التتويج. يحمل التاج اسم تاج آخر أقدم بكثير كان قد صُنع للملك والقديس الأنغلوسكسوني إدوارد المعترف، ويقال إنه استُخدم في مراسم تتويج الملوك بعد عام 1220، إلى أن أمر كرومويل بصهره.

وقد صُنع التاج الجديد للملك تشارلز الثاني، الذي أراد تاجاً مشابهاً للتاج الذي ارتداه إدوارد، بل وأكثر فخامة منه.

سوف يكون الملك تشارلز الثالث سابع ملك يرتدي ذلك التاج، بعد تشارلز الثاني، وجيمس الثاني، وويليام الثالث، وجورج الخامس، وجورج السادس، وإليزابيث الثانية التي كانت آخر من ارتداه خلال مراسم تتويجها في عام 1953.

فستان كاميلا

في يوم التتويج، سترتدي كاميلا نسخة معدلة من التاج المصنوع للملكة ماري الذي ارتدته عندما تُوجت هي وزوجها جورج الخامس في عام 1911.

من المفهوم أن الملك سيختار زياً أكثر حداثة للحفل. فبدلا من الجوارب الحريرية التقليدية والبنطال القصير الذي ارتداه في حفلات التتويج السابقة، فقد أفادت التقارير بأن الملك سيتوج بزيه العسكري. لذلك، من المتوقع أن يكون فستان تتويج كاميلا أيضاً أكثر حداثة مقارنة بالفساتين السابقة، والتي مالت إلى تضمين تصميمات مزخرفة ومواد فخمة.

كانت آخر مرة شاهدت فيها بريطانيا فستان تتويج خلال حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية في عام 1953؛ حيث كانت الملكة ترتدي ثوباً من الساتان الحريري بأكمام قصيرة وتنورة كاملة تتميز بتطريز متقن وخطوط متناوبة من خرز البوق الذهبي، والألماس واللؤلؤ من تصميم نورمان هارتنس، الذي دمج اثنين من ثمانية تصاميم قدمها للملكة لتصميم فستانها.

من سيصمم الفستان؟

في فبراير (شباط)، جرى الإعلان عن أن كاميلا اختارت صديقتها بروس أولدفيلد لتصميم فستان التتويج.

ما هو التاج الذي سترتديه كاميلا؟

أعلن في فبراير أن زوجة الملك سترتدي تاج الملكة ماري للتتويج، لكنه لن يحمل جوهرة «كوه أي نوار» الشهيرة المثيرة للجدل ولا نسخة منها.

وقال قصر باكنغهام إن كاميلا ستكون أول قرينة ملك تعيد استخدام تاج في حفل التتويج بدلاً من التكليف بصنع تاج جديد، وذلك للمرة الأولى منذ القرن الثامن عشر. وآخر زوجة فعلت الشيء نفسه كانت الملكة كارولين، قرينة الملك جورج الثاني. ومن المقرر أن يضع تشارلز خاتماً خاصاً حول إصبعه الرابع للدلالة على الحدث.


يحظى الملك تشارلز الثالث بشعبية لا بأس بها على الرغم من المشكلات العائلية التي واجهها (ماركو برتوريللو)


يعود تاريخ صنع خاتم زوجة الملك إلى عام 1831، حيث ارتدته الملكة أديلايد، زوجة الملك ويليام الرابع. المرة الأخيرة التي استخدم فيها الخاتم كانت خلال حفل تتويج الملكة الأم مع زوجها الملك جورج السادس في عام 1937.

قائمة الضيوف

لن يوجد جو بايدن، لكن أكثر من 100 رئيس دولة آخر قبلوا دعوة حضور تتويج الملك، وسط قائمة الضيوف البالغ عددها 2300 شخص بمن في ذلك البرلمانيون، ومشاهير المملكة المتحدة، وعدد كبير من ممثلي المجتمع والجمعيات الخيرية.

وستمثل السيدة الأولى جيل بايدن الرئيس الأميركي، الذي لن يتمكن من الحضور، وسينضم إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسا ألمانيا وإيطاليا.

وعلى الرغم من عدم إصدار قائمة ضيوف رسمية، فمن المتوقع دعوة رؤساء وزراء دول الكومنولث الخمس عشرة، بمن في ذلك رئيس وزراء أستراليا، ورئيس وزراء كندا غاستن ترودو.

ولم تحضر كل من إيران على الرغم من حضورها جنازة الملكة الراحلة العام الماضي، واستبعدت كل من روسيا، وبيلاروسيا، وميانمار، وأفغانستان، وسوريا، وفنزويلا. وتمت دعوة أفراد العائلات الأجنبية المالكة العائلة الهولندية، والملك فيليب والملكة ماتيلد ملكة بلجيكا، وملك السويد وزوجته، والملكة جيتسون بيما وأنجتشوك، زوجة ملك بوتان. كذلك أكد الأمير ألبرت والأميرة شارلين من موناكو حضورهما. وقد قبل رئيس الوزراء الأسكوتلندي، حمزة يوسف، وزعيمة حزب «شين فين» الآيرلندي الشمالي، ميشيل أونيل، الدعوات.

التذكارات

شهدت مبيعات تذكارات التتويج لتشارلز الثالث، طلباً غير مسبوق؛ حيث يسعى المشترون للحصول على تذكار دائم لهذه المناسبة. وذكرت الشركة المصنعة للسيراميك الفاخر «هالكين ديز» أنها توقعت مبيعات تقدر بأكثر من مليون جنيه إسترليني (1.26 مليون دولار)، لمجموعاتها التي جرى تصنيعها للاحتفال بتلك المناسبة، وزادت قوتها العاملة بواقع 20 في المائة، منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، لتوفير 150 ألف منتج إضافي، حسب وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا». وقالت مديرة الشركة، باميلا هاربر: «شهدنا طلباً غير مسبوق على مجموعتنا التي جرى إنتاجها بمناسبة التتويج».

اليوم وبعد انتظار طويل، سيُتوج تشارلز الثالث ملكاً على بريطانيا. سبعة عقود تقريباً وهو ينتظر هذا اليوم. وأخيراً أتى. مُثقلاً بالجدل والخلافات، وأيضاً اختلاف الآراء حوله، باستثناء أناقته التي لا يختلف عليها اثنان، ويطبعها أسلوب بريطاني، يعتمد فيه على البدلة الرسمية التي ابتكرها أول مرة ملك بريطاني آخر يحمل اسمه هو تشارلز الثاني.

كما يحرص فيها على كل ما هو مصنوع بحرفية عالية ومتجذر في التاريخ. فهو مثلاً يحرص على التعامل مع بيوت أزياء وإكسسوارات لا يُغيّرها مهما تغيرت الموضة وأهواؤها. عكس والدته الراحلة، الملكة إليزابيث الثانية التي كانت تميل إلى الألوان الصارخة والتفاصيل الغريبة، هو محافظ من هذه الناحية يعانق رسميته بشجاعة وأناقة. كل من يتعامل معهم من شركات وحرفيين تعود بداياتهم إلى القرن الثامن عشر، مثل «أندرسن آند شيبرد» و«كامبلز أوف بيوتي» اللتين يشتري منهما بدلاته الرسمية. الأخيرة مثلاً يعود تاريخها إلى 1858، بينما يعود تاريخ «تيرنبول آند آسر» التي تصنع قمصانه إلى 1885، و«كروكيت آند جونز» المتخصصة في الأحذية لعام 1879، وغيرها من الشركات والحرفيين الذين تعامل بعضهم مع الملكة فيكتوريا نفسها.


السبب ليس حنينه للماضي بقدر ما هو تقدير لكل ما له تاريخ وجذور. فقلما يظهر بأزياء عالمية، لأنه من جهة متحمس وداعم لكل ما «صنع في بريطانيا»، ومن جهة ثانية لأنه لا يؤمن بالموضة الموسمية وما تعنيه من تغيير وتبذير. كل قطعة بالنسبة له يجب أن تدوم طويلاً تماشياً مع فلسفته في الحياة بحماية البيئة والدفع بمفهوم الاستدامة. من الإطلالات النادرة جداً التي ظهر فيها بقطعة من دار أزياء عالمية كانت «كنزة» من دار «هيرميس» الفرنسية في مناسبة بولو. معروف عنه أيضاً اهتمامه بالتفاصيل، وهو ما يظهر جلياً في إكسسواراته، سواء كانت منديل جيب من الحرير يزين بدلة رسمية، أو أزرار أكمام لا يكف عن اللعب بها. البعض يُفسر هذه الحركة بأنها تعكس توتره وعصبيته، والمقربون منه يفسرونها بأنها للتأكد من أن كل شيء في مكانه الصحيح. وغالباً ما يكون كذلك، لأن الصورة التي يعكسها دائماً متكاملة من حيث التصميم وتناسق الألوان والإكسسوارات.

لا يتقيد بإملاءات الموضة

وفاؤه لأسلوب لا يحيد عنه سوى في المناسبات الرياضية أو في الإجازات، مثار إعجاب صناع الموضة. خياطو «سافيل رو» مثلاً يعدونه أيقونتهم ومُنقذهم في الوقت ذاته. فقد تعرضوا في فترة من الفترات لهجمة قوية من قبل بيوت أزياء عالمية سحبت منهم شرائح الشباب، وكادت أن تصيب البدلة الرسمية وإكسسواراتها في مقتل. جيريمي هاكيت، من شركة «هاكيت»، يشير إلى هذا الأمر قائلاً: «الرائع في تشارلز هو طريقته في ارتداء البدلة وتنسيق تفاصيلها. لا يتقيد بإملاءات الموضة، ومع ذلك يبدو مواكباً لها ومُرتقياً بها. فحتى عندما خاصمت الأغلبية البدلة الرسمية ظل هو وفياً لها في حركة شجاعة ساعدت إلى إنعاشها». يوافقه جون هاريسون، المصمم الفني في شركة «جيفس آند هوكس» الرأي، مضيفاً: «الملك تشارلز كان دائماً مُلهماً. فذوقه أكثر من رائع. رغم أنه لا يتغير ورسمي، ببدلته وربطة العنق ومنديل الجيب، فإنه يبدو فيها مرتاحاً ومتصالحاً مع أسلوبه، وهو ما لا يمكن أن يقال عن غيره من الشخصيات». وإذا كان هذا رأي خياطي «سافيل رو»، فإنه كان أيضاً رأي مجلة «جي كيو» التي رشحته أكثر الرجال أناقة لعام 2009. لتأتي بعدها مجلة «فوغ» وتنشر حواراً أجراه معه رئيس تحريرها، إدوارد إيننفيلد، عبّر فيه هذا الأخير عن مدى إعجابه بأسلوبه. تفاجأ الأمير تشارلز من هذا التصريح، ورد عليه مازحاً: «يُسعدني ذلك، فقد ظننت أني مثل ساعة توقفت عن العمل». وتابع: «أسلوبي يعود للموضة كل 25 عاماً». قول يُمكن اعتباره تواضعاً لأنه مؤثر وعنوان الأناقة البريطانية في أرقى حالاتها.


وفاء وأختام ملكية

اهتمامه بالحرفية والاستدامة جعله يحرص على التعامل مع عدد قليل من الخياطين والحرفيين البريطانيين يثق في قدراتهم. أغلبهم حاصل على الختم الملكي أو ختمه الخاص عندما كان أميراً.

- إلى جانب «أندرسون آند شيبورد» التي يختار بدلاته المفصلة منها، وتتميز تصاميمها بسترات مزدوجة وياقات واسعة مريحة، يقتني تشارلز الثالث بدلاته أيضاً من «كامبلز أوف بيوتي» التي يعود تاريخها إلى 1858، و«جونستونز أوف إيلغن» كلما أراد قطعة من التويد، و«كينلوش أندرسون» لتنوراته الأسكوتلندية (الكيلت)، و«جيفز آند هوكس» الذي حصل على الختم الملكي في 1809.

- منح الأمير ختمه للعديد من الشركات المتخصصة بالأحذية، مثل «كروكيت آند جونز» و«بانسن آند كليغ» و«تريكز» أقدم صانع أحذية في بريطانيا. لكن تبقى «كروكيت آند جونز» المفضلة لديه، وهي شركة تأسست في عام 1879. في عام 2013 قام بزيارة لمصنعها الواقع في نورثهامبتون لدعم صورتها وتأكيده على مباركته لها، علماً بأنه عُرف عنه إعجابه بشركة «جون لوب» أيضاً.

- لنزهاته الريفية، يختار ملابسه من «باربر» التي تأسست في عام 1894 ومنحها ختمه الخاص في عام 1987. تتخصص في ملابس مناسبة للهواء الطلق تناسب الطقس البريطاني المتقلب، كما تقي من المطر باستعمالها طبقة شمعية خاصة على السترات.

- القبعات من الإكسسوارات المهمة في المناسبات البريطانية. وهذه أيضاً حصلت على ختمه، مثل «لوك آند كو هاترز» التي يعود تأسيسها إلى عام 1676. تاريخ يجعلها بمثابة مؤسسة بريطانية قائمة بذاتها، إذ أنها ابتكرت عدة تصاميم أصبحت من الكلاسيكيات مثل قبعة «بيكورن» التي ارتداها لورد ويلسون في معركة ترافلغر، وقبعة «هومبورغ» التي كان يفضلها وينستون تشرشل، وقبعة «فيدورا» التي يفضلها أوسكار وايلد. الملك الحالي في المقابل يشتري منها إلى جانب قبعة «البولر»: «الكاب» الذي يُصنع غالباً من كشمير التويد الأسكوتلندي ويستعمله في نزهاته الريفية.

- بينما يشتري أغلب قمصانه من «تورنبول آند آسر» الشركة التي تأسست في عام 1885، وحصلت على الختم الملكي في عام 1981، فإنه يُفضل شركة «جون سميدلي» للقطع الصوفية. يعود تاريخها إلى 1784 وتعاملت مع العائلة المالكة لقرون، لكنها مع تشارلز الثالث تتقاسم الكثير من القيم، على رأسها مفهوم الاستدامة واستعمال خامات وطرق تراعي البيئة. فهي تستعمل الصوف العضوي فقط ما جعلها تحصل على ختمه في عام 2013.

- أما إذا رأيته يوماً يستعمل قفازات من الجلد، فهي حتماً من شركة «دانتس» التي تأسست في عام 1777، وتعاملت مع الملك جورج الخامس، كما مع الملكة فيكتوريا والعديد من أفراد العائلة الملكية البريطانية. في عام 2016 منحها الأمير تشارلز (آنذاك) الختم الملكي.

 

(المصدر: الشرق الأوسط)