أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ورئيس الوزراء الروماني نيكولاي تشيوكا، أهمية تعزيز العلاقات الأردنية الرومانية وتطويرها والبناء عليها بمختلف المجالات، والعمل معا خدمة لمصالح البلدين والشعبين الصديقين.
جاء ذلك خلال مباحثات، عقدها الفايز اليوم الخميس، مع رئيس وزراء رومانيا، في إطار زيارة رسمية يجريها إلى رومانيا بدعوة رسمية من رئيسة مجلس الشيوخ الروماني الينا جورغيو.
وتناولت الزيارة العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وبحث أوضاع المنطقة الراهنة، بحضور السفير الأردني لدى رومانيا سفيان القضاة.
وأكد الفايز خلال المباحثات على عمق العلاقات الأردنية الرومانية، والحرص على تطويرها والبناء عليها في مختلف المجالات، قائلا: إن العلاقات بين البلدين الصديقين تقوم على الاحترام المتبادل، وكل ما من شأنه خدمة المصالح المشتركة.
وأشار إلى حرص
الأردن على تفعيل الاتفاقيات الثنائية وزيادة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثماري مع رومانيا، إضافة إلى أهمية توقيع المزيد من الاتفاقيات المشتركة لإيجاد آفاق أوسع للتعاون الثنائي.
وثمن الفايز مواقف رومانيا المساندة للأردن، والداعمة لتطوير علاقات
الأردن مع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة في الجوانب الاقتصادية والسياسية.
وبخصوص القضايا المتعلقة بالمنطقة وتداعياتها المختلفة، أكد رئيس مجلس الأعيان، أن
الأردن قوي سياسيا وأمنيا، لكنه بسبب الصراعات والأزمات في الإقليم، والأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين على أرضه، يواجه صعوبات اقتصادية أثرت على حياة المواطنين، وزاد من صعوباتها تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت تداعياتها على أسعار السلع والطاقة.
وطالب الفايز بأن يكون لرومانيا دور أكبر داخل الاتحاد الأوروبي، من أجل زيادة المساعدات التي يقدمها الاتحاد للأردن، وزيادة الاستثمارات وتعزيز وتفعيل الشراكة الاقتصادية.
وعرض الفايز للموقف الأردني من مختلف قضايا المنطقة، حيث قال، إن جلالة الملك عبدالله الثاني يسعى باستمرار، من أجل حل الصراعات والأزمات السياسية والأمنية أينما وجدت بالطرق السلمية ووفق قرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن حق الشعوب بالحرية والاستقلال والأمن والاستقرار.
وثمن رئيس مجلس الأعيان مواقف رومانيا الداعمة لجهود جلالة الملك عبداالله الثاني لجهة تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، باعتباره الحل الوحيد لتحقيق السلام الذي يشكل خيارا استراتيجيا وضرورة للأمن الإقليمي والأمن الدولي، وعلى دعم رومانيا للوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
كما ثمن التزام رومانيا بتوريد القمح للأردن، ودعا إلى فتح السوق الروماني أمام المنتوجات الزراعية الأردنية والفوسفات والصناعات الدوائية ومنتوجات البحر الميت، وتشجيع القطاع الخاص الروماني، على استيراد المنتوجات الأردنية، وتصديرها إلى أسواق دول أوروبا الشرقية، اضافة إلى تسهيل دخول الأردنيين إلى رومانيا.
وأكد الفايز أن
الأردن يرفض اية حلول في المنطقة تتجاوز على ثوابته الوطنية أو تمس الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، مشيرا الى أن جلالة الملك عبدالله الثاني يدعو باستمرار إلى انهاء كافة الازمات التي تواجه المنطقة والعالم وفق الاطر السياسية والحوار المسؤول بعيدا عن العنف والقتل والتدمير.
من جانبه عبر رئيس الوزراء الروماني عن تقدير بلاده للأردن ودعمها لجهوده ودوره المحوري بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا اعتزازه بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه علاقات البلدين الصديقين بمختلف المجالات.
وأشاد تشيوكا بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني، لجهة إنهاء الصراعات والأزمات في المنطقة، وضمان عودة الأمن والاسقرار لها، من خلال الحوار وايجاد الحلول السياسية ووفق قرارات الشرعية الدولية.
وقال، إن هناك تشاورا دائما مع
الأردن حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وكل ما من شأنه تعزيز العلاقات الثنائية، مؤكدا حرص رومانيا على توسيع آفاق التعاون الثنائي مع الأردن، واستمرار اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتعميق العلاقات بين البلدين، وبين
الأردن دول الاتحاد الأوروبي في كافة المجالات.
وفي سياق متصل، التقى رئيس مجلس الأعيان والوفد المرافق، نائب رئيس مجلس الشيوخ وعددا من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وتناول معهم أوجه العلاقات الأردنية الرومانية وسبل تطويرها والبناء عليها بمختلف المجالات، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين .
وعرض الفايز لمختلف التحديات والاوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة والعديد من الدول، خاصة ما يتعلق بعملية السلام ومحاربة الارهاب، ومواجهة تداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والسبل الكفيلة للتطوير على العلاقات الثنائية.
وأشاد بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه علاقات البلدين، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مؤكدا ضرورة زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الطرفين، وبناء شراكات اقتصادية جديدة، كما دعا المستثمرين ورجال الأعمال في رومانيا إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوفرة في الأردن، في مجالات السياحة العلاجية والدينية والنقل العام، ومشاريع انتاج الطاقة والصناعات التعدينية والقطاع الزراعي، والعمل من أجل زيادة التبادل التجاري والاستثماري.
من جانبهم أكد الجانب الروماني حرص بلادهم على استمرار العلاقات القائمة مع الأردن، ومواصلة العمل معه من اجل تعزيز العلاقات الثانية وتطويرها، مؤكدين أهمية تفعيل العمل البرلماني المشترك، وتنسيق المواقف حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي تبحث في مختلف المحافل البرلمانية الدولية.
وأشارا إلى اللقاءات المرتقبة بين مسؤولي البلدين الصديقين لبحث مختلف القضايا التي من شأنها تعزيز العلاقات بمختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية والزراعية والثقافية.
وعلى هامش الزيارة الرسمية قام رئيس مجلس الأعيان والوفد المرافق له بزيارة إلى مركز الصمود الأوروبي الأطلسي ومقره بوخارست، استمع خلالها من القائمين على المركز إلى طبيعة عمل المركز وأهدافه، التي تتمثل في التدريب والتعليم وتحليل المعلومات وتطوير العقيدة وتوحيدها لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، من أجل تعزيز دور "الناتو" والاتحاد الأوروبي.