كتبها : عبدالله محمد الغويري.
ليلة البارحة.. أنا والأرق تناطحنا الفِراش، التَّعب يَشدُّنِي من جهة.. والأرق يفتكُ بي من الطرف الأخر، الأرق عدو لحوح.. جامح.. جنوده بلا مخالب.. جنوده تُسمَّى (الأفكار)..!!.
في الليلة الماضية.. سمعتُ كل فعاليّات الليل: نُبَاح الكلاب، تَبعثُر أوراق الشجر.. اضطراب الريح.. مُواء قِطَّة مُشرَّدة.. هدير سيارة كسولة لِأحدهم.
لِبرهةٍ.. غفوتُ بعد استراحة محارب مع الأرق، ولِبرهةٍ أخرى أيقظني وأشعل فتيلَ الحرب من جديد، بقينا هكذا... بالكرِّ.. والفرِّ.. حتى تَدخَّلَ الصَّباحُ وأعلنَ مُنبِه هاتفي انتهاء المعركة.
لم اتحسَّر على الخَيْبَة - فأنا كعادتي خسرتُ جميع مواجهاتي مع الأرق؛ كل ما غاظَنِي هو عيناي الذَّابِلتان : عين مُدَجَّجَة بالنُّعَاس، والعين الأخرى جاحِظة نحو بداية الدوام.