بمجرد أن تغرب الشمس عن جبال الهيمالايا وتنخفض درجات الحرارة، تخرج أصوات ضجيج وضوضاء من أعماق الأنهار الجليدية حول جبل إيفرست، ما حير العلماء ودفعهم للبحث عن سر ما يحدث.
ووجد الباحثون بقيادة العالم يفغيني بودولسكي أن أصوات الاصطدام والتشظي في الأنهار الجليدية ناتج عن الانخفاض الحاد في درجات الحرارة الذي يتسبب في تكسر الجليد بعد حلول الظلام.
وقضى بودولسكي وفريقه ثلاثة أسابيع بالقرب من مصدر الأصوات في جبل إيفرست، ليؤكدوا أن السبب هو تحطم الجليد بفعل تدني درجات الحرارة الشديد بعد الغروب.
وقال بودولسكي الذي يعمل في مركز أبحاث القطب الشمالي في جامعة هوكايدو باليابان: "لقد كانت تجربة رائعة، خلال النهار كنا نعمل بالقمصان، ولكن مع حلول الليل قد تنخفض درجة الحرارة إلى حوالي -15 درجة مئوية".
وأضاف: "بعد حلول الظلام، سمعنا انفجارا صاخبا لاحظنا أن النهر الجليدي ينفجر".
وضع الفريق أجهزة استشعار على الجليد لقياس الاهتزازات في أعماق النهر الجليدي، وهي نفس التقنية المستخدمة لقياس حجم الزلازل.
جمع الباحثون البيانات الزلزالية عن الاهتزازات وقارنوها ببيانات درجة الحرارة والرياح ، مما ساعد على إقامة علاقة قوية بين تقلبات درجات الحرارة والضوضاء الليلية.
ويمكن أن يساعد البحث المزيد من فرق خبراء المناخ على فهم سلوك الأنهار الجليدية بشكل أفضل في المناطق النائية مثل أعماق جبال الهيمالايا، التي تضم أحد أكبر مخازن الجليد على الأرض.